وكالات- اتفق زعماء المتمردين السوريين حول إنشاء حركة سياسية عسكرية جديدة بعنوان "الجيش السوري الوطني" كبديل عن الجيش السوري الحر بقيادة اللواء محمد حسين الحاج علي الذي أوضح بأنه سيعمل على ضبط المتمردين والقيام بعمليات عسكرية من مركز واحد، بحيث يوقف حالات الاقتتال على زعامة الجيش التي تميز بها الجيش الحر. المهمة ليست سهلة ويمكن القول أنها شبه مستحيلة ويشير هنا مدير مركز دمشق للدراسات الدكتور بسام أبو عبدالله بهذا الشأن قائلاً:
يعتقد الخبراء بأن اللواء محمد الحاج علي وضع أمامه مهمة مستحيلة معلناً عزمه على توحيد صفوف الميليشيات المتمردة، ومن المستبعد أن يسلم قادة الجماعات المتمردة زمام الأمور بيد شخصية غريبة. وفي هذا الصدد يمكن النظر الى الحالة الليبية الراهنة حيث يدعو قادة الحكومة المركزية زعماء الميليشيات من أجل تسليم أسلحتهم ولكن يأتي الرد بالرفض.
في الحقيقة يشير بعض المراقبين بأنه ومع استبدال التسمية تبدو هناك رغبة من أجل تحسين سمعة المتمردين التي تلطخت أياديهم بدماء السوريين، علماً أن معظم الصحفيين الذين تواجدوا في مناطق النزاع يشيرون إلى أن الجيش النظامي يساعد السكان المحليين الذين يخبرونهم عن مكان اختباء المتمردين وهؤلاء بالطبع يقومون بهذا ليس من حسن معاملة المتمردين لهم.
من المستبعد ان يتم تحسين سمعة المتمردين من خلال تغيير في إسم الجيش التابع لهم وأن يتحولوا في عيون السوريين من مجرد مقاتلين إلى مناضلين من أجل الديمقراطية، اليكم ما يقوله المستشرق الروسي فيتشسلاف ماتوزوف:
إن الجيش السوري الحر لم يكن في وقت من الأوقات أسم على مسمى، فتشكيلاته العسكرية متألفة من جماعات مسلحة منها ليبي وقطري ومن عدد من الدول العربية وأجنبية مثل أفغانستان، وعلاوة على ذلك وكما تبين فإنه هناك سرايا بريطانية وفرنسية وأمريكية تعمل تحت هذا الغطاء، وإن وجود ضابط فار برتبة عقيد ومعه بعض الضباط الصغار من الفارين لا يسمح أن يطلق تسمية "السوري" أو "الحر" على مثل هذه الهيكلية، هذا ليس إلا جيش مرتزقة أصبح إستخدامه منتشراً في العمليات العسكرية في القرن الحادي والعشرين، وبعبارة أخرى فإن كلمات السوري والحر والوطني لا تتطابق مع جوهر التشكيلات المسلحة العاملة على الأراضي السورية.
ولهذا فإنه على الأغلب أن يكون الهدف الرئيسي هو تغيير الاسم، ومن المستبعد أن نشهد أي تغييرات جذرية في هيكلية أو نهج القتال على الأقل لا يمكن للمتمردين مواجهة الجيش السوري، وليس سراً أنهم أصبحوا يلجأون أكثر فأكثر إلى أساليب الإرهاب السافر كما أنه ليس من المهم من سيقوم بهذه الأعمال "الحر" أم "الوطني" فالأساس واحد.
مواد متعلقة: 1. راسموسن: الناتو لا ينوي التدخل العسكري في سوريا 2. مسئول دولي: 2.5 مليون شخص يحتاجون للمساعدة العاجلة في سوريا 3. «الإتحاد الأوروبي» يقرر زيادة مساعداته الإنسانية إلى سوريا