اعتبر المحلل السياسي الفرنسى باتريس بالنش مدير معهد الدراسات والبحوث فى منطقة المتوسط والشرق الوسط أن إنقسام المعارضة السورية يعزز من موقف الرئيس السورى بشار الأسد. وقال بالنش، في حديث لصحيفة "لوموند" نشرته فى عددها الصادر اليوم: إن عددا كبيرا من السوريين يرون انه لا يمكن الاعتماد على المعارضة التى لاتزال منقسمة وبالتالى لا تمثل بديلا ذا مصداقية للنظام الحالى. وأشار إلى أن المعارضة السورية بالخارج بما فى ذلك المجلس الوطني السوري ليست لديها مصداقية تذكر في سوريا لأن أعضاء المعارضة فى الخارج تم نفيهم عدة عقود "وبالتالي فقدت كل اتصال مع الحقائق على الارض والسكان السوريين.. وعلاوة على ذلك، فإن حقيقة أن يظهر هؤلاء مع هيلاري كلينتون، آلان جوبيه، أو مع زعماء قطر أو السعودية تزيد من شكوك سكان سوريا الذين يتمتعون بالوطنية والذين يعتبرون المعارضين بالخارج خائنين". وتابع "أما المعارضة فى الداخل ..فان هناك اتجاهات مختلفة منها لجان التنسيق المحلية التى تدعو الى تدخل خارجي و عادة ما يكون هؤلاء من الاسلاميين.. في حين أن هناك لجان التنسيق من غير الإسلاميين التى تدعو إلى المظاهرات السلمية و إجراء حوار مع النظام". وأضاف المحلل الفرنسى انه في الداخل هناك انقسام حول كيفية القتال..موضحا أن نظام دمشق "يتلاعب بهذا الوضع" خاصة مع عدم وجود شخصية كاريزيمة من المعارضة لديها القدرة على تجميع مختلف عناصر المعارضة السورية. وقال إنه يتعين على المعارضة فى الخارج أن تغير من استراتيجيتها.. في الوقت الراهن، لا يظهر أي مؤشر على تغيير هذه الاستراتيجية..مشيرا إلى انه مع خطة أنان المبعوث الدولى العربى المشترك " والحصول على وقف اطلاق النار الهش، ولكن المجلس الوطنى دعا السوريين إلى التظاهر أمس لأنه يعلم أن الجيش قد يطلق النار على المتظاهرين.. ولذلك، فإن وقف إطلاق النار سيفشل مجددا وبالتالى تدخل سوريا مجددا في دوامة العنف..إذن المعارضة فى الخارج تقوم استراتيجيتها على المواجهة وليس على التفاوض ". وتوقع بلانش إلا يقوم النظام السوري بسحب قواته بالكامل من مناطق القتال وفقا لخطة كوفى أنان "ولكن سيتم سحب الدبابات من وسط المدن إلى الأطراف على أن يترك للميليشيات السيطرة على المدن وفي مناطق القتال لمنع المتمردين من العودة إلى الميدان". وقال إن النظام السورى "يلعب لكسب الوقت" وهذا هو أسلوب شائع في الشرق الأوسط ، وعلى سبيل المثال فى القضية النووية الإيرانية ومفاوضات السلام بين اسرائيل وفلسطين " والنظام السوري لا يختلف كثيرا عن غيره من البلدان في المنطقة "..موضحا أن العقوبات الاقتصادية ضد سوريا غير فعالة.. وللأسف، فإن الوسيلة الوحيدة الفعالة تتمثل فى التدخل العسكري". ولكنه استبعد فى الوقت نفسه احتمال التدخل العسكرى فى سوريا "فى السياق الجيوسياسي الراهن على ضوء الموقف الروسي الذى يعارض قرارات الاممالمتحدة التي قد تؤدي إلى تدخل عسكري على غرار ما حدث فى ليبيا"..مضيفا "نحن في عام الانتخابات الرئاسية في فرنسا والولايات المتحدة. .وبالتالي فإن القوتين الغربيتين التي يمكن أن تتزعمان هذ التدخل خارج اللعبة"(العسكرية). وأكد المحلل الفرنسى أن تركيا لن تتدخل وحدها فى سوريا بالاضافة إلى أنه على الجبهة الداخلية السورية فان الجيش السوري يبقى متحدا ومواليا للنظام "وهو الأمر الذى يؤكد عدم إمكانية تكرار السيناريو الليبى" وأن التدخل العسكري بسوريا سيكون أكثر صعوبة ومن شأنه فى حالة حدوثة أن يؤدى على عدد كبير من الضحايا من بين المدنيين.