اعتصم العشرات من أهالى الأسرى الفلسطينيين الأربع المضربين عن الطعام فى السجون الإسرائيلية ظهر اليوم الخميس أمام مقر السفارة المصرية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية فى رام الله، لقرابة ساعة، للمطالبة بتدخل مصر للافراج عن ذويهم، إلا أن شقيقة أحد الأسرى قررت مواصلة الاعتصام دون أن تحدد موعدا لإنهائه. والأسرى المضربون عن الطعام هم : سامر البرق (منذ 108 أيام)، وحسن الصفدي (منذ 77 يوما)، وأيمن شراونه (منذ 68 يوما)، وسامر عيساوي (منذ 37 يوما).
وردد المشاركون فى الاعتصام شعارات من بينها "بالروح بالدم نفديك يا أسير"، "نحن معنا المسدس دم الأسرى مقدس"، "من مصر إلى فلسطين شعب حى ما بيلين"، "يا أسير سير سير حتى تقرير المصير"، رافعين صور الأسرى الأربع ولافتات تطالب بضرورة الإفراج سريعا عنهم.
وقال أيمن البرق (36 عاما)، شقيق الأسير سامر البرق، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، "نطالب الحكومة المصرية باستقبال أخى سامر فى مصر بعد أن وافقت إسرائيلعلى الإفراج عنه بشرط رحيله عن البلاد"، موضحا أن زوجة شقيقه (من أصل باكستانى) طلبت من السلطات الباكستانية منح زوجها الأسير سامر البرق تأشيرة دخول إلى باكستان ولكنها رفضت.
وأوضح البرق، الذى يعيش فى السويد وأتى اليوم إلى رام الله للمشاركة فى الاعتصام، أن مصر بقيادتها الجديدة يجب أن تتحدث لغة جديدة أيضا، فهى القوة العربية المؤثرة الوحيدة فى المنطقة، ونحن واثقون من أنها قادرة على التدخل وحسم المسألة".
ومن جانبه ذكر عمار أبوشرخ (44 عاما)، أحد المشاركين فى الاعتصام وهو معتقل فلسطينى سابق من نابلس شمالى الضفة الغربية قضى 15 عاما فى السجون الإسرائيلية وأفرج عنه عام 1998، "نناشد الرئيس المصرى من أجل التدخل للافراج عن أسرانا المضربين عن الطعام لتدهور حالتهم الصحية وتعرض حياتهم للخطر فى أى وقت، وهى قضية إنسانية قبل أن تكون قضية وطنية"، مضيفا أن الحكومة الإسرائيلية لم تلتزم بالاتفاق الذى وقعته مع حركة حماس واعتقلت مرة أخرى عددا من الأسرى الذين أفرجت عنهم فى إطار صفقة تبادل الأسرى.
وقالت والدة الأسير حسن الصفدى، المضرب عن الطعام منذ 77 يوما، إن ابنها مصاب بأمراض كثيرة، فهو يعانى من كليته اليسرى وارتشاح الماء على الرئتين وداء السكرى، مطالبة الرئيس محمد مرسى بالتدخل العاجل والسريع لإنقاذ حياة نجلها.
ودعا جعفر عز الدين (41 عاما)، أحد المشاركين فى الاعتصام وهو أسير محرر كان ضمن الأسرى المضربين عن الطعام (55 يوما) الذين أنهوا إضرابهم فى 14 مايو الماضى، السلطات المصرية إلى إعادة النظر فى اتفاقيات الأسرى الموقعة مع الحكومة الإسرائيلية التى تعودت خرق أى اتفاقات، كما طالب مصر باتخاذ موقف حازم والضغط من أجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
وأكدت شيرين عيساوى، شقيقة الأسير سامر عيساوى المضرب عن الطعام منذ 37 يوما، أنها ستواصل اعتصامها أمام مقر السفارة المصرية، موضحة أن ما تقوم به ليس موجها ضد مصر أو سياساتها إنما تود أن تبذل الحكومة المصرية مزيدا من الضغط على الجانب الإسرائيلى للافراج عن شقيقها الذى سيمثل أمام القضاء الإسرائيلى فى جلستين، الأولى أمام محكمة عوفر العسكرية فى 22 أكتوبر المقبل والثانية أمام محكمة الصلح بالقدس فى 21 نوفمبر المقبل.
ومن جانبه قال طارق حسين، نائب السفير المصرى لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، خلال استقباله وفدا من أهالى الأسرى بقيادة رئيس نادى الأسير الفلسطينى قدورة فارس، "إن مصر لا تألو جهدا فى سبيل الإفراج عن الأسرى المضربين عن الطعام، وتواصل الاتصالات المكثفة مع الجانب الإسرائيلى من أجل هذا الغرض.
ونود أن نطمئنكم أن القيادة السياسية فى مصر تتابع أولا بأول كل ما يجرى وأن مطالبكم ورسائلكم تصل إليها مباشرة دون إبطاء أو تأخير".
وأشار حسين إلى أن مصر لم تكن وسيطا فى صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنما سعت إلى التوفيق والجمع بين الجانبين لتتم الصفقة وفقا لشروطهما، موضحا أن هناك عددا من السجناء المصريين داخل السجون الإسرائيلية يتم التفاوض أيضا بشأن الإفراج عنهم منذ أكثر من عام.
وأفرجت إسرائيل، بموجب صفقة تبادل الأسرى التى أبرمتها فى أكتوبر 2011 مع حركة حماس برعاية مصرية، وعرفت فلسطينيا باسم "وفاء الأحرار" وإعلاميا باسم "صفقة شاليط"، عن 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل إطلاق حماس سراح الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط، إلا أنها أعادت اعتقال تسعة أسرى، من بينهم اثنان من الأسرى الأربع المضربين عن الطعام وهما أيمن شراونة وسامر عيساوى.
وكان شاليط قد وقع فى قبضة المقاومة الفلسطينية وتم أسره ونقله إلى قطاع غزة فى عملية نفذتها ثلاثة فصائل فلسطينية مسلحة (كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس، وألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية، وجيش الإسلام) فى 25 يونيو 2006 على الحدود بين مدينة رفح الفلسطينية وإسرائيل وأطلقت عليها اسم "الوهم المتبدد".