بعد احتجاجات واستنكارات شديدة قررت اسرائيل التراجع عن إقامة مهرجان الخمور فى مسجد بئر السبع، الذى كان من المقرر عقدة فى المسجد مساء أمس الأربعاء. وكانت بلدية "بئر السبع" قد أعلنت فى وقت سابق عن نيتها فى إقامة مهرجان للخمور فى المسجد الواقع بوسط المدينة، والذى قررت المحكمة العليا بإسرائيل تحويله إلى متحف العام الماضى. ويعد هذا نجاح يمنح القيادات العربية دفعة قوية لمواصلة نضالها نضال يقولون انه لن ينتهي الا بتحرير هذا المسجد وفتحه للصلاة ورفع الاذان فيه .
إنجاز تاريخي
من جانبه قال النائب طلب الصانع: "ان هذا الاتفاق انجاز كبير وتاريخي للنضال الجماهيري وللجنة التوجيه من خلال طرح قضية مسجد بئر السبع بقوة وزخم دوليين. كما ان تعهد بلدية بئر السبع اخراج معرض الخمر خارج باحة المسجد، وعدم اجراء المهرجان في المستقبل في باحة المسجد هو انجاز هام في الطريق الطويل لتحقيق الانتصار من خلال تحرير المسجد".
وبناء على هذا التطور قررت لجنة التوجيه العليا لعرب تأجيل المظاهرة التي كان من المقررة القيام بها ، ومتابعة تنفيذ التزامات البلدية وتعهداتها .
قدسية المسجد
وكان الأزهر الشريف وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى، ومؤسسة الأقصى قد دعت إسرائيل للتوقف عن إقامة هذا المهرجان، حفاظا على قدسية المسجد، كما اعتبروا أن هذا التصرف من جانب إسرائيل هو انتهاك لحقوق المسلمين وحرياتهم ومعايير القانون الدولى، التى تنادى بحرية الأديان واحترامه.
وأقيم مسجد "بئر سبع" عام 1906، وقامت إسرائيل فى عام 1948 بتهجير كل سكان المدينة، وأغلقت المسجد وهدمت الكنيسة الأرثوذكسية المجاورة له، وتوجد بداخل المسجد صور عن الوجود اليهودى فى المدينة، خاصة فى العهدين العثمانى والبريطانى وما بعدهما، دون أن تتطرق للوجود الفلسطينى فيها.
حملة تركية
وقادت تركيا على المستويين الرسمي والشعبي حملة انتقادات موجّهة الى تل أبيب على خلفية اعتزام بلدية بئر السبع الاسرائيلية اقامة هذا المهرجان.
وأكدت تركيا وقوفها إلى جانب احتجاج المسلمين في المدينة الاسرائيلية وخارجها، اذ شنّ نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ هجوماً عنيفاً ضد الحكومة الاسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية، مستهجناً اعتزام اسرائيل اقامة مهرجانها السنوي لتسويق تجارة الخمور بالقرب من أحد المساجد.
ووصف "بوزداغ" إقامة المهرجان فى مسجد "بئر سبع"، بأنه انتهاك لحقوق المسلمين وحرياتهم ومعايير القانون الدولى، التى تنادى بحرية الأديان واحترامها، منادياً الحكومة الإسرائيلية لنقل المهرجان إلى مكان آخر، "لمنع وقوع خطأ فوق العادة"، لافتاً أن المسلمين كانوا ليرفضون تنظيم حفل مشابه فى كنيس لليهود، ونفس الأمر بالنسبة للمسيحيين.
وبعد التراجع عن المهرجان نشرت صحيفة "حريت" التركية بيانا للسفارة الفلسطينية، حيث وجهت رسالة شكر للحكومة التركية والشعب التركى على الجهود التى قاموا بها، والضغط على إسرائيل لنقل مهرجان الخمور خارج المسجد.
لعب بالنار
وكانت "لجنة التوجيه العليا لعرب النقب" قد وصفت إقدام إسرائيل على إقامة المهرجان للخم بأنه "لعب بالنار".
وعقدت اللجنة التي تمثل الكيانات والهيئات العربية الفاعلة بمنطقة النقب بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948، مؤتمرًا صحفيًا أمام مسجد بئر السبع، للتنديد بمحاولة إسرائيل تنظيم مهرجان للخمور بالمسجد في 5 سبتمبر/ أيلول الجاري.
وشارك في المؤتمر أعضاء الكنيست العرب ، وقالوا إن "مجرد الإقدام على إقامة مهرجان الخمور هو لعب بالنار لا تُحمد عواقبه".
وخرج مؤتمر لجنة التوجيه العليا لعرب الداخل في منطقة النقب بخمس توصيات، حيث أكد أولاً على أن مسجد بئر السبع حق خالص للمسلمين وليس لغيرهم حق فيه، لا في ساحاته ولا بداخله ولا بجدرانه.
وثانيًا رفض المؤتمر رفضًا قاطعًا إقامة مهرجان الخمور في ساحة المسجد، واعتبر ذلك مسًا صارخًا بقدسية المكان وإهانة لكرامة المسلمين في كافة أرجاء المعمورة.
ودعا المؤتمر في ثالث توصياته لتنشيط خيمة الاعتصام المقامة بساحة المسجد لمواصلة الاحتجاج على إقامة مهرجان الخمور، وفي الرابعة توجه المؤتمر إلى الحكومة الإسرائيلية ولبلدية بئر السبع مطالبًا بإلغاء هذا المهرجان فورًا دون أي تأجيل، وبالكف عن المساس بمكانة المسجد وقدسيته.
وختمت التوصيات بالتقدم لقادة العالم الإسلامي من "ملوك ورؤساء العالم الحر بالضغط على المؤسسة الإسرائيلية للكف عن إقامة مهرجان الخمور".
مدينة بئر سبع
تعد من أكبر وأقدم مدن فلسطين التاريخية، تقع اليوم في لواء الجنوب الإسرائيلي على بعد 71 كم جنوب غرب القدس. وهي أكبر مدن منطقة النقب الصحراوية، إذ تسمى أحيانا "عاصمة النقب". وتعتبر المدينة، المركز الإداري والتجاري لهذه المنطقة التي تمتد جنوبا حتى مدينة إيلات. وتمتد مدينة بئر السبع على مساحة 84 كم2 وبلغ عدد سكانها 185,100 نسمة في ديسمبر 2005 (حسب معلومات دائرة الإحصائيات الإسرائيلية). الأغلبية الساحقة من سكان المدينة هم من اليهود، بعد تهجير معظم سكانها العرب في حرب 1948، غير أن العديد من سكان القرى البدوية المجاورة يمرون فيها كل يوم إذ كانت مركزا إقليميا لهم. وأعلنت منظمة يونسكو أطلال مدينة بئر السبع القديمة، التي عثر عليها في حفريات أثرية شمالي شرقي المدينة، موقعا للتراث العالمي في 2005.
مواد متعلقة: 1. الجامعة العربية تحذر من إقامة إسرائيل مهرجان الخمور" في أكبر مساجد بئر سبع 2. منظمة التعاون الإسلامي تحذر إسرائيل من تبعات انتهاك حرمة مسجد بئر سبع 3. مساء اليوم..فلسطينيون يتظاهرون أمام مسجد بئر سبع لمنع مهرجان الخمر