رام الله: ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة، أن حركة حماس شددت الخناق على الجماعات السلفية في غزة، بشكل كبير بعد عملية إطلاق صواريخ على سديروت الأحد الماضي وأمس الجمعة، وهو ما وتر الموقف في القطاع بعد إصابة مستوطن بجراح، وشنت إسرائيل سلسلة هجمات جوية متتالية على مواقع في غزة، والتهديد بتوجيه ضربة عسكرية. وبحسب المصادر، فإن أجهزة الأمن التابعة لحماس، وسعت حملة ملاحقة العناصر السلفية، وهي الحملة المستمرة أصلا منذ تنفيذ هجوم على ثكنة لجنود مصريين في سيناء بداية هذا الشهر، ما أدى إلى مقتل 16 منهم.
وأكدت المصادر لصحيفة "الشروق الاوسط" اللندنية في عددها الصادر اليوم أن الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة حماس، وسعت من حملتها، وراحت تلاحق السلفيين بشكل مكثف، فيما حذرت الفصائل الفلسطينية من التعامل مع السلفيين وطلبت منها السيطرة على عناصرهم وكشف وفصل جميع من يناصر أو يعمل في إطار الجماعات السلفية الجهادية في القطاع.
كما قالت المصادر إن توجيهات صدرت لصحافيين وإعلاميين بعدم تغطية أي أخبار تخص هذه الجماعات.
وتشن حماس حربا ضروسا ضد الجماعات السلفية، وتعتقل في سجونها بعض مسؤوليهم بتنسيق مع مصر للتحقيق في شبهات حول علاقتهم بحادثة الهجوم على الجنود المصريين.
وثمة شبهات غير مؤكدة حول علاقة تنظيمات سلفية في غزة بالهجوم على الجنود المصريين، وما زالت حماس تخضع للتحقيق القيادي السلفي أبو صهيب رشوان بطلب مصري، وآخرين.
وعلاقة حماس بالسلفيين متوترة في الاساس، وزادت توترا بعد حادثة سيناء، قبل أن تتبنى جماعات سلفية جهادية تنشط في غزةوسيناء الأحد الماضي، عمليات إطلاق صواريخ تجاه جنوب إسرائيل ما تسبب بإصابة مستوطن، ومن ثم تطلق أمس صاروخين تجاه سديروت.
وتبنى العمليتين تنظيم سلفي جهادي يُطلق على نفسه "مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس"، وقال إن هذه العمليات "تأتي ردا على الغطرسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين".
وزاد من حدة التوتر أمس، تصريحات لأفي ديختر وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلي، لمح فيها إلى احتمال "تنفيذ عملية عسكرية رادعة ضد منظمات الإرهاب في قطاع غزة".
وقال الوزير الإسرائيلي أثناء زيارته سديروت وتفقده للبيت الذي أصابه أحد الصواريخ، "الآن يجب أن تتبع إسرائيل استراتيجية واضحة لوقف الإرهاب في قطاع غزة". وأضاف "من الضروري قيام إسرائيل بعملية رادعة تمنع بشكل كامل إطلاق الصواريخ".
وفي المقابل، قال مجلس شورى المجاهدين :"إنه سيواصل هجماته نصرة للدين والذود عن الحق"، واعتبرت حماس الأمر استفزازا كبيرا لها وتحديا لقبضتها الحديدية في القطاع.
وقالت مصادر أمنية ل"الشرق الأوسط": "عناصر حماس انتشروا بشكل كبير اليوم (أمس)، وشنوا غارات مختلفة على مناطق في القطاع بحثا عن عناصر في شورى المجاهدين". وتفرض حماس على الفصائل هدنة، وتمنع أي تصعيد من دون موافقتها. مواد متعلقة: 1. قرار نهائي ...حماس تؤكد عدم حضور هنية لقمة "دول عدم الإنحياز" 2. إتصالات مرسى بحماس تثير غضب السلطة الفلسطينية 3. قيادي ب«حماس» يدعو لتجهيز جيش القدس الفاتح ويتوعد بزوال إسرائيل