حذرت مصادر نقابية كويتية مسئولة من تداعيات الأزمة السياسية على العمل النقابي في الكويت ، قائلة "إن تضارب المواقف بشأن دعم مطالب الأغلبية في مجلس 2012 المبطل أدى إلى انقسام حاد في الجسد النقابي، حيث شهد اجتماع ممثلي الاتحادات العمالية خلافا حادا في وجهات النظر ، لاسيما فيما يتعلق بالنزول إلى الشارع تعبيرا عن رفض إحالة الحكومة الدوائر الانتخابية إلى المحكمة الدستورية". وقال مصدر نقابي كويتي "إن العمل النقابي الذي يعانى أصلا من انشقاقات ذات طابع فئوي، مهدد بالانهيار، وما يتبع ذلك من تأثير سلبي على حقوق العاملين، إذ يصر البعض إلى تغيير النقابات لدعم الأغلبية.
وفى ظل مساعيهم لاستكمال إجراءات تطبيق حكم المحكمة الدستورية القاضي بعودة مجلس 2009 بحكم الدستور وبطلان مجلس 2012، يجرى نواب من أغلبية مجلس 2009 مشاورات فيما بينهم لإمكانية عقد جلسة وإكمال نصابها لإقرار الميزانية العامة للدولة وتأدية الحكومة للقسم الدستوري.
وقد أبلغت مصادر مطلعة صحيفة "الأنباء" الكويتية بأن النواب يحاولون إقناع زملائهم بهذا التوجه لتحصين جميع الإجراءات الخاصة بتنفيذ حكم الدستورية، وإقرار الميزانية لتسهيل إجراءات مؤسسات الدولة، غير أنها ألقت بالمسئولية على رغبة وجدية الحكومة من عقد تلك الجلسة، والخروج من حالة الفراغ التشريعي الذي تشهده البلاد.
وقالت المصادر "إن كانت الحكومة بالفعل عازمة على إقرار قوانين الميزانية، لكي لا تقرها بمراسيم ضرورة، فعليها إعلان رغبتها تلك لنواب مجلس 2009، وهى قادرة أن تدفع بحضور العدد الكافي لانعقادها".
مشيرة إلى أن لجنة الميزانيات والحساب الختامي في حال تأكدها من رغبة الحكومة في عقد الجلسة الخاصة لإقرار الميزانية العامة للدولة، فإنها تستطيع عقد عدد من الاجتماعات لتنجز تقريرها وترفعه، ليدرج على جدول أعمال الجلسة الخاصة"، موضحة أن أعضاء اللجنة لن يجتمعوا ما دامت الحكومة لم تعلن رغبتها في عقد الجلسة.
واعتبرت المصادر أن تصريحات النائبين يوسف الزلزلة ومعصومة المبارك بشأن ضرورة تحمل مجلس 2009 مسئوليته في حسم موضوع الدوائر الانتخابية، إذا حكمت الدستورية بالدوائر الخمس، تأتى في إطار الضغط على الحكومة لتتحمل مسئوليتها في إخراج البلاد من حالة الفراغ التشريعي الحالي، وأن نواب 2009 لن يتقدموا بأي طلب لعقد جلسة خاصة ما لم يلمسوا من الحكومة جدية في عقد مجلس 2009 لجلساته، مشيرة إلى أن عددا من نواب المجلس سيفتحون هذا الموضوع مع رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي بعد عودته من أجازته الخاصة أواخر سبتمبر المقبل.
إبطال مجلس 2012 وأشارت مصادر مطلعة لصحيفة "الأنباء" الكويتية إلى أن لجنة الميزانيات البرلمانية سعت منذ صدور حكم المحكمة الدستورية بإبطال مجلس 2012 وعودة مجلس 2009 إلى الاجتماع، إلا أن ظروفا حالت دون ذلك، مؤكدة أن على رئيس اللجنة النائب عدنان عبد الصمد تكرار محاولة دعوة أعضاء اللجنة إلى الاجتماع لإعداد تقرير حول الميزانية العامة للدولة والميزانيات المستقلة حتى يكون جاهزا إذا سمحت الظروف بعقد جلسة، خصوصا وأن الأعضاء يعتقدون أن اضطلاع المجلس بالتصويت على الميزانية مباشرة بلا تقرير وإن كان جائزا لائحيا إلا أن من شأن ذلك تعرض المجلس إلى الانتقاد.
ورأت المصادر أن رفض النواب إقرار الميزانيات في مجلس الأمة يعنى ضمنيا الدفع بحل المجلس وإصدار الميزانية بمرسوم ضرورة لا ترى مبررا له في ظل توافر الوقت الكافي لإقرارها داخل المجلس.
وعما إذا كان المجلس قادرا على مناقشة الدوائر وفقا لما صرحت به الدكتورة معصومة المبارك، ذكرت المصادر أن من الصعوبة بمكان مناقشة قانون تعكف المحكمة الدستورية حاليا على مناقشة مدى دستوريته فضلا عن فتور حماسة النواب والوزراء لحضور جلسات المجلس الأمر الذي يزيد من صعوبة حسم الدوائر داخل المجلس قبل صدور حكم المحكمة الدستورية.
بحث التطورات السياسية ومن جانبها، تعقد كتلة الأغلبية في مجلس 2012 اجتماعا موسعا لها الأحد المقبل لبحث آخر التطورات السياسية، واستعراض أبعاد تجمع ساحة الإرادة الاثنين الماضي والحضور الذي تواجد خلال الندوة بالإضافة إلى التحضيرات لعقد تجمع الإرادة المقبل المحدد في العاشر من سبتمبر المقبل.
كما يناقش المجتمعون مواقف التيارات السياسية الأخرى مما تطرحه الأغلبية ومحاولة تقريب وجهات النظر حول القضايا التي يوجد عليها خلاف حتى بين أعضاء كتلة الأغلبية نفسها، وتجرى بعض العناصر الفاعلة في كتلة الأغلبية مشاورات لإمكانية تطويق الخلافات القائمة على أساس الرؤى السياسية ومحاولة إيجاد نقطة التقاء حولها.
وذكرت صحيفة "الشاهد" الكويتية أن نواب الأغلبية بدت عليهم بوادر الانهزام واستنفاد جميع السبل التي استخدموها لإيهام الشارع بأن مطالبهم شعبية ويتم تأييدها من قبل جميع مكونات الشعب، مثل حملة التواقيع على الوثيقة الرمضانية التي باءت بالفشل ولم تشهد إقبالا جماهيريا من الشعب ، بل خلت الدواوين بجميع المحافظات التي وضعت بها الوثيقة من الموقعين تأييدا لها، ولجوئهم بالاستعانة عبر التصويت الإلكتروني الذي مني هو الآخر بالفشل، إضافة إلى عقد الندوات والاجتماعات بدواوين أعضاء الأغلبية وشهدت تذمرا من الحضور المؤيد لهم وعدم رضاهم على ما طرحوه خلال الندوة والبيان الذي أعقبها واعترضت عليه بعض القوى الشبابية.
ووفقا لمصادر مطلعة فإن نواب في الأغلبية دأبوا على إطلاق التصريحات الصعيدية حيال حكومات عربية وإقليمية بين الحين والأخ ، يستشف منها إذكاء الطائفية واللعب على وترها لكسب مزيد من التعاطف المحلى الذي يصعد من نجم الأغلبية بعد التراجع الحاد بين الأوساط المحلية.
ووصفت المصادر تصريحات النواب حول ضرورة التدخل لدى الحكومة العراقية من أجل التراجع عن أحكام قضائية في العراق ما هو إلا دغدغة لعواطف فئة كبيرة من المجتمع الكويتي.
مشيرة إلى أن استغلال نواب في الأغلبية للظروف في سوريا هدفه إثارة الشعب الكويتي ضد حكومته التي سبق أن اتخذت مواقف مؤيدة للشعب السوري ومقاومته للعنف، بل فتحت الباب لهؤلاء النواب لجمع التبرعات وإيصالها بأنفسهم للمعارضة السورية.
وأوضحت المصادر أنه رغم المواقف الرسمية للكويت حيال مؤتمر دول عدم الانحياز بطهران، إلا أن نوابا في الأغلبية ربطوا هذه المشاركة بالأحداث السورية، وضرورة عدم مشاركة الحكومة، وفى هذا تناقض واضح في مواقف الأغلبية إزاء مشاركة دول أخرى كالت لها المديح، ولاسيما الدول التي طالها الربيع العربي، واستبعدت أن يكون الشأن الخارجي طوقا لنجاة الأغلبية من الانهيار الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى منها.
وشددت المصادر على ضرورة أن تعي الأغلبية أن ما تقوم به يفقدها المصداقية التي أصبحت على شفا الانهيار وسط التناقض الكبير بين مواقف أعضائها في العديد من المسائل التي يأتي في مقدمتها المناداة بالإمارة الدستورية المرفوضة بين النواب القبليين.
يذكر أن الأغلبية النيابية فى المجلس المبطل خسرت معظم معاركها مع حكومة الشيخ جابر المبارك منذ صدور حكم المحكمة الدستورية القاضي ببطلان مجلس 2012، وضرورة تمكين مجلس 2009 من عقد جلساته وحتى الآن، وبدأت ببلورة مواقفها مجددا.
والتركيز على الشأن الخارجي المحيط بالكويت بالتزامن مع ضرب كل التوجهات التي تتخذها الحكومة ووضع العثرات أمامها، كي لا تقوم بالإجراءات الدستورية والقانونية بشأن الشبهات الدستورية حول قانون الدوائر الانتخابية الخمس. مواد متعلقة: 1. شيخ الأزهر يستعرض علاقات التعاون الديني والثقافي والفكري مع الكويت 2. اتفاق لتعزيز التعاون الدينى بين مصر والكويت 3. الكويت سابع الدول العربية استيراداً للأسلحة الأميركية