حصلت الفيلسوفة الأمريكية البارزة، جوديث بتلر (56 عاماً) على جائزة ثيودور أدورنو، الفلسفية الرفيعة، التي تبلغ قيمتها 50 ألف يورو، وتمنحها مدينة فرانكفورت الألمانية كل ثلاث سنوات، احتفاء بذكرى الفيلسوف والمنظر الألماني ثيودور أدورنو (1903– 1969) منذ عام 1977، للمتميزين وأصحاب الإنجاز في مجالات الفلسفة والموسيقي المسرح والأفلام. ووصفت لجنة أمناء الجائزة بتلر ب"واحدة من المفكرين الرئيسيين في زماننا المحاضر"، بحسب صحفية "شبيجل أونلاين" الألمانية، وحظي الخبر بتعتيم إعلامي عالمي لافت، شمل معظم الصحف العالمية فيما عدا التي هاجمت بتلر، رغم أهمية الجائزة، بين الجوائز الفلسفية الرفيعة النادرة.
ولاقي منح بتلر، اليهودية الديانة، الجائزة استهجاناً كبيراً بين أوساط الأكاديميين الألمان، ومجلس اليهود الألمان الذي وصف بتلر بالفاسدة أخلاقياً، وذلك لمواقفها المعادية لإسرائيل.
فرغم القيمة الفلسفية الكبري لأعمال بتلر، إلا أن جدلاً كبيراً واكب منحها الجائزة، بسبب مواقفها من إسرائيل والداعية إلى مقاطعتها أكاديميا وثقافياً ووصفها لإسرائيل ب"دولة العنف"، فدعا أكاديميون ألمان يهود إلي سحب الجائزة منها، ونقلت صحيفة "ذا جيويش كرونيكل" عنهم قولهم إن شخصاً يدعو إلي مقاطعة إسرائيل لا يمكن أن يحصل أبداً علي جائزة ثيودور أدورنو، واعتبروا أن منحها الجائزة هو بمثابة منح منبر للكراهية يتحمل مسئولو مدينة فرانكفورت عواقبها.
وكانت بتلر، أستاذ البلاغة والأدب المقارن بجامعة كاليفورنيا ببيركلي، بالولايات المتحدة قد دعت إلي حملة أكاديمية بالولايات المتحدة لمقاطعة إسرائيل ولعبت دوراً بارزاً في أسبوع "آبارتهايد إسرائيل" الذي أقيم بتورنتو بكندا عام 2011.
وشنت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية حملة كبري ضد منح بتلر الجائزة، ودعت إلي سحبها منها، وتتهم جماعات يهودية، بتلر بأنها وصفت حركة حماس وحزب الله بالتقدميون، إلا أن بتلر نفت تلك الإتهامات وقالت أنها لم تتفوه بتلك الأوصاف مطلقاً.
وقال أكاديميون ألمان إن ولاية فرانكفورت تعطي الشرعية لدعاوي مقاطعة تل أبيب ثقافياً وأكاديمياً بمنحها الجائزة لبتلر التي تقود حملة تستهدف فرض عقوبات وسحب الإستثمارات من تل أبيب، علي خلفية سياستها ضد الفلسطينيين.
جوديث بتلر، فيلسوفة أمريكية من مواليد 24 فبراير 1956، حصلت بتلر علي الدكتوراه من جامعة ييل العريقة بالولايات المتحدة. وهي داعم قوي لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها.