أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أن أكثر من 600 جندي أفغاني قتلوا خلال الشهرين الفائتين في حوادث مرتبطة بالتمرد في البلاد، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال زاهيرعزيمي في مؤتمر صحفي في كابول: إن 616 عنصراً من الجيش الوطني الأفغاني قتلوا منذ 21 يونيو 2012 في إطار "عملية أوميد" التي بدأت قبل 18 شهراً وما تزال مستمرة حتى الآن ضد المتمردين. وأضاف: أن مئات المتمردين قتلوا وجرحوا واعتقلوا في فترة الشهرين، من دون أن يعطي أية أرقام محددة، وأشار إلى أن 148 عملية جرت بشكل مشترك بين القوات الأفغانية والقوات الدولية في الشهرين الفائتين وأن 14 عملية أمنية مستمرة في الوقت الحالي، وأوضح أن عملية أوميد تهدف إلى عزل المتمردين عن الأحياء السكنية وتحسين الأمن على الطرق السريعة وإفساح المجال للأنشطة التنموية.
وأشار إلى أن 80 إلى 90% من القتلى في صفوف الجيش الأفغاني سقطوا نتيجة عبوات ناسفة، وأن المتمردين فقدوا الشجاعة للدخول في مواجهة وجهاً لوجه مع القوات الحكومية لذلك فهم يلجئون إما إلى العمليات الانتحارية أو إلى العبوات الناسفة،وقال: إنه تمت مصادرة 7600 كيلوجرام من المتفجرات وتم تعطيل أكثر من 13 لغم أرضي في الشهرين الفائتين بينما انفجر 612.
من جانب آخر قتل أربعة مدنيين أفغان في قندهار بانفجار استهدف رئيس شرطة المدينة الذي أصيب بجروح، ونقلت صحيفة "خاما" الإلكترونية عن المتحدث باسم الشرطة جاويد فيصل قوله إن الانفجار وقع حوالي الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي وأدى إلى مقتل أربعة مدنيين وجرح 20 آخرين بينهم نساء وأطفال.
وأضاف: أن رئيس شرطة قندهار الجنرال عبد الرزاق جرح في الانفجار وهو يخضع للعلاج ووضعه مستقر، وقال: إن المتفجرات زرعت في صهريج وانفجرت عند مرور عبد الرزاق، وأشار إلى أن عدداً من المنازل دمرت في الانفجار، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، فيما قتل مالا يقل عن 8 مسلحين من حركة "طالبان" وجندي أفغاني خلال عملية أمنية في إقليم بدخشان شمال أفغانستان.
ونقلت قناة "طلوع" الأفغانية عن مسئول عسكري في شمال أفغانستان، أمس الثلاثاء، قوله: إن العملية العسكرية في بدخشان التي انطلقت عند الساعة 11 من ليل أمس بالتوقيت المحلي للبلاد في محافظة وايغان لتطهيرها من المسلحين ما تزال متواصلة، وقد أدت إلى مقتل 8 من مسلحي طالبان وجرح 7 آخرين، كما قتل في العملية جندي أفغاني.
وقال المسئول إن "العملية تواصلت حتى الساعة 4 فجراً، وبعدها بساعتين بدأت مجدداً في عدد من المحافظات في الإقليم لتطهيرها من المتمردين"، وأشار إلى أن عدداً من سكان محافظة وايغان ساعدوا القوى الأمنية، ولم تسقط خسائر بين المدنيين خلال العملية، من جانبها نفت حركة طالبان، أمس الثلاثاء، تورطها في ذبح 17 مدنيا بجنوب أفغانستان واتهمت الحكومة بنشر "دعاية لا أساس لها من الصحة".
وكانت وزارة الداخلية قد قالت أمس الأول الاثنين: إن المسلحين ذبحوا 17 مدنيا بينهم سيدتان في إقليم هلمند،وقال المسئولون المحليون: إن حركة طالبان هي التي قتلتهم في منطقة كاجاكى، وقد وقعت الحادثة ليلة الأحد الفائت .قال قاري يوسف أحمدي المتحدث باسم طالبان "المجاهدون لم يكونوا على علم بالحادث ونحن علمنا بشأنه عبر وسائل الإعلام".
وأضاف: "أوكد أن المنطقة التي شهدت الحادث تحت سيطرة المجاهدين ولكن محليين مسلحين كانوا مخمورين أجبروا طفلين على ارتداء ملابس نساء والرقص في حفل زفاف وفتحوا النيران كل منهم على الآخر لأسباب غير معروفة"، وقد أدان الرئيس حامد كرزاي الحادث ووصفه بأنه جريمة غير إسلامية لا تغتفر، كما أدان الجنرال جون الين قائد قوة المساعدة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) "الجريمة الشنيعة التي أودت بحياة 17 مدنيا ".
وقال الين: "هذا العمل القاسي يوضح استعداد المتمردين لفعل كل شيء من أجل ترهيب المدنيين"، من جهة أخرى وبّخ الجيش الأمريكي تسعة من عناصره بسبب حادثتين أثارتا غضباً شعبياً في أفغانستان هما إحراق نسخ من القرآن ونشر فيديو يظهر عناصر من المارينز يبولون على قتلى من طالبان، من دون أن تتضمن العقوبة تهماً جنائية أو فترة سجن.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤولين في الجيش أن أربعة ضباط وجنديين تلقوا رسائل توبيخ بسبب قيامهم بإرسال صناديق تتضمن نسخاً من القرآن من مكتبة أحد السجون إلى حفرة للحرق في قاعدة باغرام في أفغانستان في فبراير الفائت.
ولكن التحقيق الذي أجراه الجيش ونشر أمس وجد أن الجنود لم يتصرفوا ب"نية شريرة" للتقليل من احترام القرآن أو تشويه سمعة الإسلام، بل إنهم لم يتبعوا الإجراءات الملائمة وكانوا جاهلين بأهمية القرآن للأفغان ولم يحصلوا على توجيه واضح من قادتهم وهو ما يعود إلى سلسلة من الأخطاء.
وقالت قوة مشاة البحرية الأمريكية (المارينز): إن ثلاثة من عناصرها الذين ظهروا في فيديو التبوّل على قتلى من عناصر طالبان في يناير تلقوا "عقوبات غير قضائية" قد تتضمن أيضاً رسائل توبيخ أو تخفيضاً في الرتبة أو تقليصاً في الأجر أو قيوداً على تحركاتهم في القواعد العسكرية أو مهمات إضافية أو مجموعة من هذه الإجراءات.
ولم توضح القوة ماذا حلّ بالعنصر الرابع كما لم تصدر نتائج تحقيقها في القضية وقال مسئولون: إن السبب يعود إلى أن التحقيق يتواصل حول مسؤولية ضباط أرفع رتبة في الوحدة المتورطة،كما قال مسئولون في الجيش الأمريكي: إن العقوبات ليست خفيفة كما تبدو لأن رسائل التوبيخ عادة ما تقود إلى نهاية مسيرة عسكرية ولكن من غير الواضح كيف سينظر إليها الشعب الأفغاني الذي استشاط غضباً لأيام بعد إحراق القرآن وقام بأعمال شغب حتى أن الرئيس حميد كرزاي دعا إلى محاكمة علنية للجنود المتورطين، ولم يفصح الجيش أو المارينز عن أسماء الجنود. مواد متعلقة: 1. اصابة 4 جنود استراليين في انفجار عبوة ناسفة بأفغانستان 2. قائد قوات الناتو يؤكد قدرة الحلف على إرساء السلام الدائم في أفغانستان 3. الجيش الأمريكي يتخذ اجراءات "تأديبية" ضد جنود أحرقوا المصحف بأفغانستان