بعد علاقات سرية جمعت قطر واسرائيل، انتهت إلى انقطاع، قامت عاصمة قطر بمنع دخول حراس إسرائيليين مسلحين إلى أراضيها، أدى بإسرائيل إلى إلغاء مشاركة وفدها في مؤتمر للمناخ سيعقد في قطر أواخر العام الجاري. فأعلنت إسرائيل اليوم الثلاثاء، أنها ألغت مشاركة وفدها في مؤتمر للمناخ سيعقد في قطر أواخر العام الجاري، بعد أن رفضت الدوحة دخول حراس إسرائيليين مسلحين إلى أراضيها.
وقالت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية: "إن جهاز الأمن العام حظر على جلعاد إردان التوجه إلى قطر لحضور المؤتمر، لأسباب أمنية"، وفقا لما أوردته الإذاعة الإسرائيلية.
وتستضيف الدوحة المؤتمر الثامن عشر للدول الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة بشأن التغير المناخي في شهر نوفمبر/تشرين ثاني المقبل.
وذكرت الإذاعة إلى أن الإلغاء جاء بعد "رفض منظمي المؤتمر طلب جهاز الأمن العام السماح بدخول حراس اسرائيليين مسلحين إلى الدوحة".
وأكد الوزير جلعاد إردان أسفه لقرار الإلغاء، قائلا: "إنه من الأهمية بمكان ان يشارك في هذا المؤتمر نظرا لأنه سيتخذ قرارات تلزم اسرائيل".
واضاف أن المؤتمر يشكل فرصة لإسرائيل لتعرض على المجتمع الدولي مساهمتها في الجهود المبذولة لكبح انبعاث الغازات التي تؤدي الى ظاهرة الاحتباس الحراري.
قطر والمقاطعة وحول مقاطعة إسرائيل، أكد السفير غالب سعد المفوض العام للمكتب الرئيسي لمقاطعة إسرائيل أن دولة قطر تعمل ضمن منظومة الدول العربية في العمل علي مقاطعة البضائع الإسرائيلية ولها مجهود كبير وواضح في هذا الأمر.
وأضاف ان دولة قطر لها وجود فعال ومؤثر في هذا الملف ليس على المستوى العربي فحسب بل أيضا علي المستوي الإقليمي والعالمي، مشيرا إلى ان قطر تلتزم التزاما كاملا بكل قرارات الجامعة العربية بهذا الشأن وتعمل وتطلب من كل المنظمات والجمعيات مقاطعة كافة البضائع والمنتجات الإسرائيلية، كما أنها تعمل على فضح الممارسات الإسرائيلية في هذا الشأن.
علاقة سرية
وكانت قطر بدأت علاقاتها مع إسرائيل بعد مؤتمر مدريد، وكان أول لقاء قطري - إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها بعد زيارته لقطر عام 1996 وافتتحا المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.
ساهمت علاقات قطر مع إسرائيل في حل قضايا كثيرة وتسوية أوضاع معينة يعرفها الفلسطينيون والإسرائيليون، كما استهدفت العلاقة ترشيح قطر لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي وكان مقررا من عام 1993 وذلك يمثل إضافة خليجية وعربية.
وصارحت قطر بالفعل بعلاقتها بإسرائيل في معاهدة التجارة الحرة الجات فهذه الاتفاقية لها شروطها ومنها أنه لا توجد مقاطعة، والعلاقات القطرية - الإسرائيلية جيدة.
وتشهد العلاقات القطرية الإسرائيلية خفاءاً في الإعلام والتلفزيون المحلي بينما تشهد علاقات متينة في السر،
ولسرية هذه العلاقة أصدر الإسرائيلي سامي ريفيل الوزير المفوض بسفارة إسرائيل في العاصمة الفرنسية باريس حاليا والذي عمل في السابق مديرًا لمكتب مدير عام وزارة خارجية إسرائيل ومديرًا لمكتب المصالح بين البلدين في الدوحة خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1999 كتاباً بعنوان "قطر وإسرائيل- ملف العلاقات السرية".
وأكد الكاتب أنه من الصعوبة بمكان ترتيب العلاقات القطرية الإسرائيلية التي شارك فيها هو بنفسه لولا حكومة قطر التي ذيلت كل الصعاب وحصل على تسهيلات كثيرة من مسؤولين قطريين كبار وشركات قطرية كبرى.
وقال أيضا ان الشيء الرئيسي لعلو شأن دولة قطر يعود إلى الدور التي تلعبه كجسر معلق بينها وبين إسرائيل، ملمحا إلى الدور الذي لعبته قطر في دعوة الكثير من الدول العربية ولا سيما دول المغرب العربي على فتح العلاقات تجاه الدولة الإسرائيلية تحت مسميات تجارية علنية وسرية.
انقطاع العلاقات ولكن انقطعت العلاقات بين قطر وإسرائيل في أعقاب الحرب الأخيرة على قطاع غزة أواخر عام 2009.
فبعد الصراع بين إسرائيل وقطاع غزة 2008-2009، استضافت قطر مؤتمرا طارئا للدول العربية وايران لمناقشة الصراع، وأظهر المؤتمر الدعم العربي لحماس على فتح، فضلا عن التأثير المعادي لإسرائيل.
وفي عام 2010، قدمت قطر مرتين لاستعادة العلاقات التجارية مع إسرائيل، والسماح بإعادة البعثة الإسرائيلية في الدوحة، بشرط أن تسمح إسرائيل قطر لارسال مواد البناء والاموال إلى قطاع غزة للمساعدة في إعادة تأهيل البنية التحتية، على ان تقوم إسرائيل بإصدار بيان علني تعرب عن تقديره لدور قطر والاعتراف بمكانتها في الشرق الأوسط.
ورفضت إسرائيل، على أساس أنه يمكن استخدام الإمدادات القطرية من قبل حماس لبناء عتادها من جديد وتعزيز قوتها لإطلاق صواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية لأن إسرائيل لا تريد أن تتورط في المنافسة بين قطر ومصر على مكانتيهما في الشرق الأوسط.
وفي مطلع العام 2012 دعت الدوحة لتحقيق دولي في كل العمليات الإسرائيلية بالقدس منذ العام 1967 والتي تهدف إلى "طمس الهوية العربية والاسلامية"، وتسببت هذه الخطوة ضررا كبيرا لإسرائيل، حيث دفعت علاقات قطر مع عناصر مثل إيران وحماس- لاتخاذ إسرائيل قرارا بقطع علاقاتها مع الدوحة وغلق المكاتب الدبلوماسية نهائياً بدأت بالتدريج منذ مارس 2011. مواد متعلقة: 1. قطر تعرض على السفير السوري لدى نواكشوط مليون دولار مقابل إعلان انشقاقه 2. صحف قطرية : زيارة الشيخ حمد بن خليفة لمصر "زيارة أخوية مهمة وغير عادية" 3. سفارة قطر في بيروت تدعو القطريين لمغادرة لبنان