بكل موضوعية... ورؤية خبرة... وخلوص لله ثم لمصر... مازلت حتى هذه اللحظة أرى بوضوح... أن رأس تنظيم الإخوان العصابي انتمائيا ليس سبيكة مصرية عربية إسلامية خالصة... مخلصة... بل هي مخلوط دولي مخترق صهيونيا شكلا وموضوعا... فكريا وعمليا... وهو الأمر الذي يشكل تهديدا وخطرا داهما على مصر وأمنها القومي حاليا ومستقبلا... وما أمنيتي بتوبتهم إلا كإشارة إلى من يجب عليه التوبة... وهي كأمنية من يتمنى توبة إبليس حتى تهنأ الحياة بالصفاء العبودي لله... رغم ما أعلمه من فارق كبير بين قناعة إبليس بما كلف نفسه به وقناعة الذاتية المنافقة لرأس الإخوان...!!! والآن... سنحاول تكملة ما بدأناه من استبيان لبعض الحقائق:- أولا... ليعلم من لا يعلم... أن مصر الآن واقعة في براثن فتنة إسلامية سياسية غير مسبوقة... فتنة تستدعي أهل الذكر وتدافعهم... وأهل الذكر المشار إليهم هم العلماء بكل مجال والذي يتحصن علمهم بتقوى الله سبحانه وتعالى... واعتقد أن عدم مسارعتهم لتلبية حق... وفرض عين... تلك الدعوة لهو أمر جلل حين حساب الحسيب لمن منحهم نعمة العلم تكليفا... وفي هذا الإطار أرى أن على الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف مراجعة حق اعتلاء منابر المساجد...!!!؟
ثانيا... هناك أمر لا ينفك قط عن لوث ما أشرنا إليه من فتنة وما يأجج نيرانها ويعظم فسادها في الأرض والناس... وهذا الأمر هو تاريخي ومتأصل لدى فكر ومعتقد وسلوكيات الرأس الإخوانية والكثير من مريديها أو عبادها من دون الحق... ألا وهو الكره الشديد لكل ما هو عسكري... سواء كان جيش أو شرطة... وقد رأينا ذاك السلوك العقدي منذ 12/2/2011 وحتى محاولة الهجوم على وزارة الدفاع... والآن وإعلاميا وبلسان حال سماسرة ووكلاء الرأس الفاسدة الإخوانية... وخاصة بعد ظاهر أحداث 12/8/2012... يتم بكل ألوان الكذب والبهتان... إشاعة أن الإخوان قد سيطروا على مؤسسة مصر العسكرية وأخضعوا مقدراتها لهم... وأنها باعت مصر لهواهم وخانت أمانتها وعهدها المسئول عن مصر وشعبها وأمنها القومي... وأن هذا هو ما تم الإتفاق عليه بين رجال القوات المسلحة الأمناء... وبين من هم لهوى الشياطين وأنفسهم أجراء... وأقسم أن الحقيقة لا صلة لها بتلك الشائعات وما تشيعه من هراء... وحتى لا يكون قسمي مجرد دفاعا شخصيا عن أهل البراء... وعن رجال شرفاء... أثبتوا ومازالوا يثبتون أنهم بكل واقعة دفاع عن الحق هم فداء... مصادقين أمناء... سأذكر بعض من تميزهم بحق وعمق فن السياسة... وحكمة الأداء...!!!
1. ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين وتسيئ وجه أهل الجحود والنكران المنافقين... حينئذ... أذكر بفضل الله أولا وأخيرا... ثم بمن أخذوا بأسبابه واحتسبوه وكيلا ونصيرا فطهروا أرض مصر في رمضان أكتوبر 73... ودون ذلك لظل أهل النفاق والوهن بمهربهم أجراء... عملاء مجنسون... وأذكر أيضا بعد ذكر فضل الله... بأنه دون حضن مؤسسة مصر العسكرية وحصنها الأمين... ما كانت ثورة يناير 2011 رأت النور... ولا سمعت بالنصر... ولكان شهدائهم مجرد مجرمون خارجون على الشرعية والقانون... بل ما كان سكان الجحور مازالوا محظورون يتلمسون كعادتهم الشيء القليل... الخ...!!!
2. منذ 12/2/2011... درس... وخطط... وقرر المجلس الأعلى لقوات مصر المسلحة الإنتقال بمصر وشعبها إلى نقلة نوعية... حضارية... بها ينكسر حاجز الخوف والخنوع بأنفس المواطنين ويقلبوا على تفعيل مكنون أنفسهم من أمنية المشاركة السياسية الناضجة... ورغم إجرام المجرمين بكل صوره وأشكاله الخسيسة... ثم في مصر أعظم استفتاء شعبي في 19/3/2011... وأنزه إجراءات انتخابية برلمانية ورئاسية... وتمت أعمال عظيمة تنموية وإجتماعية وأمنية... الخ...!!!
3. رغم كل ما سبق خلال أطهر سنة ونصف في عمر مصر... ظل الخوارج... رباية الصهيونية العالمية... يستهدفون أمران... السلطة الكاملة وتدمير مؤسسة مصر العسكرية أو الزج بها في مواجهة الشعب حتى لو كان الثمن إنهيار الدولة وأنهار دماء شعبها... وقد جمعوا لتحقيق تلك الأهداف الدنيئة كل عدو خارجي وكل أجير وإمعة وطامع حقير داخلي... واجتمعوا جميعا في الشوارع والميادين والإعلام حتى كادت مصر تصاب بالشلل أو بما أصاب بعض البلدان العرب على أيديهم من خراب...!!! ومع الأسف كان الشعب رغم علمه بالحقيقة يقف متفرجا... يقف منتظر موته...!!!
4. كان لابد من قرار حكيم تتخذه رأس المؤسسة العسكرية... قرار يحافظ على قوة وتماسك ونمائية مؤسسة مصر العسكرية كي تستطيع حماية مصر من الإنهيار المتعمد... ومن الإختراق لأمنها القومي المهدد... ومن حفظ أرواح ودماء الشعب المستهان بها... فكان قرار 12/8/2012... قرار من جزئين هما... على من استحضر عفريت الشياطين وحفر لمصر أعمق حفرة أن يصرف العفريت ويقع فيما حفر لمصر... ثم على الشعب أن يرى ويعقل ويشارك ويتعلم عمليا... هذا وقد احتفظ القرار لمؤسسة مصر العسكرية المخلصة لمصر وشعبها بكل الضمانات التي تجعل المستنقع مجرد محمية طبيعية لا يستطيع قط زاحف من لوثها أن يخرج على مصر أو شعبها أو أمنها القومي... هكذا ما نراه من حال... حال ينتظر ما الذي سيتعلمه الشعب وما الذي سيريده... وأيما كانت إرادته الناضجة كانت قواته المسلحة معه فليس لها من اختيار غير ذلك...!!! وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظات هامة • سألت نفسي عما ارى... فقلت... أراجوز...!!! نعم فكل ما نراه هو... جوز... أي زوج... أي اثنان في صورة واحد... نعم... فكل شيء له ظاهر وباطن... ومكون من شق معنوي وآخر مادي... من جزء معلوم وآخر غيبي... إذن جميعنا يرى كما أرى... أراجوز... ولكن منا من يفهم ما يرى ومنا يغيب عن الفهم أو يغيب الفهم عنه... أعتقد أن الإحتكاك العملي هو بداية الرؤية وربما الفهم...!!! • عجبا كانت الدنيا تقوم ولا تهمد حينما كنا نقول ونؤكد على أن قانون الطوارئ الواجب النفاذ لن يطبق إلا في حدود معينة... ونذكرها... واليوم د.مرسي يقول أنه كشخص لن يستغل السلطة التشريعية (المغتصبة) إلا في حدود معينة... ولم يذكر ماهية تلك الحدود... وعجبا لم يقم أحد ولم يثور عفريت مأجور... إذن لا عجب إن قلت... أراجوز...!!! --------------- كاتب المقال: مفكر إسلامي... خبير سياسي استراتيجي