تجمع العشرات أمام المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين في القاهرة للتضامن معها ضد المظاهرات التي انطلقت ظهر اليوم للاحتجاج على سياسات الجماعة، فيما خلت المنطقة من أي تواجد لتلك المظاهرات المناهضة خلافا لما كان معلنًا من قبل من جانب منظمي تلك التظاهرات. وقالت مصادر اعلامية من أمام المقر في حي المقطم إن المتضامنين ينتمون لتيارات إسلامية والأزهر الشريف، ووقفوا خارج المقر الذي منعت القوة الأمنية المتواجدة حوله دخول غرباء إليه، فيما تواجد مئات من أعضاء الجماعة بداخل المقر منذ ساعات الصباح؛ استعدادًا لأي طارئ.
وقال سامح علوش، إمام وخطيب، وهو أحد المتضامنين و من سكان الحي، ولا ينتمي لجماعة الإخوان، ولكنه أتى إلى المقر "تضامنًا مع الشرعية التي يمثلها الرئيس محمد مرسي (المحسوب على الجماعة) في الانتخابات".
وأضاف: "رغم اختلافي مع بعض مواقف جماعة الإخوان فإن الدعوى لإسقاطها والانقلاب على الشرعية يهدد بنشر الفوضى في البلاد".
ودعا عدد محدود من القوى والشخصيات السياسية إلى تنظيم مظاهرات، حددت لها تاريخ اليوم، ومن بين الأماكن التي دعوا للتظاهر أمامها مقر الجماعة الرئيسي في القاهرة، وذلك للاعتراض على ما تصفه ب"هيمنة" جماعة الإخوان المسلمين على حكم البلاد، على خلفية انتماء الرئيس محمد مرسي للإخوان قبل استقالته من الجماعة في أعقاب فوزه بانتخابات الرئاسة يونيو الماضي.
وينتمي معظم الداعين لهذه التظاهرات إلى قوى سياسية كانت مؤيّدة لاستمرار المؤسسة العسكرية في حكم البلاد، قبل اضطرارها إلى تركه بعد فوز أول رئيس مدني بالرئاسة.
وفي المقابل، تواجد شخصان بالقرب من المقر، قالا لمراسل "الأناضول" إنهما من معارضي مرسي، وإنهما حضرا إلى المكان للتضامن مع أي متظاهرين متوقع حضورهم للتنديد بحكمه وبما وصفوه ب"هيمنة" جماعة الإخوان على الحكم، وإزاحتها للمؤسسة العسكرية عن الحكم.
وعن تقييم جماعة الإخوان لمظاهرات اليوم، قال خالد حنفي، القيادي بجماعة الإخوان، والمسؤول عن تأمين المقر في هذا اليوم، إن مؤشرات الأعداد المشاركة في التظاهر حتى عصر اليوم "تنبأ بأن الشعب لم يلتفت إلى هذه المظاهرات ومطالبها، وأنه ملتف حول الجماعة وحول الشرعية".
وأضاف: أنه يرحّب بما وصفه بتراجع بعض المتظاهرين عن التهديد بحرق مقرات الإخوان المسلمين، مشددًا على أن الجماعة "لا مشكلة لها مع التظاهر السلمي"، ومتوقعًا أن يمر اليوم بلا أي مشاكل أو عنف.
وحتى عصر اليوم، وصل أعداد المشاركين في التظاهر إلى مئات في عدد من ميادين الجمهورية، فيما قال بعض المشاركين فيها لمراسلي "الأناضول" إنهم يتوقعون زيادة العدد بعد صلاة العصر.
وتظهر في بعض الميادين، كما حدث في الإسكندريةوالسويسوالقاهرة، مظاهرات أخرى مؤيّدة للرئيس مرسي ولجماعة الإخوان المسلمين، ووقعت في بعض الأماكن بالقاهرة مشادات لفظية أو مناوشات طفيفة بالأيدي مع المتظاهرين المعارضين.
ويسود الهدوء بشكل عام في أنحاء البلاد، يشوبه إجراءات أمنية استثنائية لحماية بعض المنشآت الحيوية مثل مطار القاهرة وقناة السويس، إضافة إلى المقر الرئيسي لجماعة الإخوان، فيما يتولى أعضاء من الجماعة ومتضامنون معهم تأمين المقرات الفرعية.
ومن أبرز الداعين لهذه المظاهرات: ائتلاف الأغلبية الصامتة، ومجموعة شباب ثوار المنصة، واتحاد شباب ماسبيرو، وحزب التجمع، وحزب حياة المصريين، والنائب البرلماني السابق محمد أبو حامد، وحزب الغد الذي يتزعمه موسى مصطفى موسى، وائتلاف أقباط مصر، وائتلافات شبابية صغيرة.
وأعلنت معظم القوى السياسية والثورية البارزة مقاطعتها للمظاهرات، ومنها حركتا شباب 6 أبريل، والاشتراكيون الثوريون وأحزاب الوسط، والبناء والتنمية، والأصالة، والنور.
وراجت دعوات مجهولة عن اعتزام المتظاهرين الاعتداء على مقار حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان، وهو ما نفاه منظمو الحدث، ومن بينهم النائب السابق محمد أبو حامد، الذي قال في وقت سابق إن المظاهرات "لا تهدف للانقلاب على الشرعية أو إسقاط رئيس الجمهورية المنتخب أو لحرق مقار حزب الحرية والعدالة، ولكنها ستخرج لعمل معارضة شعبية قادرة على الحشد والضغط من أجل تحقيق مطالبها". مواد متعلقة: 1. كاميرا محيط ترصد شوارع القاهرة فى 24 اغسطس 2. بثينة كامل تسخر من مظاهرات اليوم.. وتقول: ثورة 24 أغسطس لأنها في أغسطس وقام بها 24 شخص 3. شباب الإخوان على فيس بوك: كان نفسنا نشارك في 24 أغسطس بس أبو حامد عاملها على الضيق