انتشرت في سيناء تيارات إسلامية وعلى رأسها التيار السلفي، تقيم في منطقة السوق التجارية مبنى تعلوه يافطة « بيت القضاء الشرعي »، للفض في المنازعات بين المواطنين، بما يتناسب مع أحكام الشريعة الإسلامية. ذكرت صحيفة « واشنطن تايمز» الأمريكية من خلال مراسلها بمدينة العريش بشبه جزيرة سيناء، أنه على مدار عام ونصف، وبعد أحداث الثورة المصرية تجاهلت الحكومة المصرية أي تواجد أمني أو قضائي داخل سيناء، مما سمح للتيارات الإسلامية السلفية إلى ملئ الفراغ بإنشاء محاكم إسلامية تفض في النزاعات بين المواطنين. وعلى أهل المنطقة الانتظار في مكان ما غالبا ما يكون السوق الرئيسية لتسلم مظالمهم لشخص متخصص يسلمها للشيخ القاضي.
وقال مراسل الصحفية إن الشيخ السلفي « أسعد البيك» والذي أنشأ محكمة شرعية معروفة في نوفمبر الماضي، كان هدفها تلبية احتياجات المواطنين، ومحاولة سد أي عجز في مجال الأمن أو القضاء، ووصف الشيخ أسعد فكرة المحاكم « إنها تملأ الفراغ ».
وأضافت الصحيفة، إن المحاكم الإسلامية الجديدة وجدت إقبالا كبيرا من المواطنين ،خاصة من البدو المنتمين إلى عائلات قبلية كبيرة، حيث كانت المجالس العرفية التي يديرها شيوخ القبائل مكلفة جدا، إلى جانب فساد كثير منها، كما أن بدو سيناء لم يكونوا يلجأوا إلى أي محاكم حكومية، حتى قبل الثورة.
وقال أحد المواطنين قال إن اسمه « أبو بلال»، وهو ينتظر الحكم في قضية اعتداء جاره عليه بمدينة الشيخ زويد والتي تبعد 23 كلم عن العريش « إن القضاء الإسلامي عادل ونزيه، بعيدا عن فساد الشيوخ، إلى جانب أنه غير مكلف، ولا يحتاج مال ».
من جهة أخرى، قال الشيخ أسعد البيك، « إن محاكمنا تحقق العدالة في وقت سريع ،لا تكلف مالا ولا تحتاج إلى سنوات كما هو الحال في المحاكم التابعة للحكومة».
وأظهرت الصحيفة وجود حالة تنافس، قد يصل إلى صراع بين المحاكم العرفية القبلية وبين المحاكم الإسلامية، والتي يزداد طلابها خاصة الفقراء والمرضى ممن لا يحتملون فساد العشيرة أو بؤس الانتظار لحكم المحكمة التابعة للدولة.
يذكر أن ما يحدث في سيناء، يشبه إلى حد كبير« نظرية الموظف الفعلي»، التي أصبحت بعدها قانونا فرنسيا، إذ أن فرنسا بعد الغزو النازي الألماني، وبعد أن هرب جميع موظفي الدولة، لجأ مواطنون فرنسيون إلى المصالح الحكومية ولعب دول الموظف الفعلي في تسيير حياة المواطنين، وبعد الاستقلال واستعادة الاستقرار في فرنسا، تم الاعتداد بما فعله هؤلاء، بمبدأ الأمر الواقع. مواد متعلقة: 1. مصدر أمني: اقتراب ساعة الحسم ضد الإرهاب في سيناء 2. ضبط أكثر من 10 الآف لتر سولار ب«شمال سيناء» 3. اليزل: مصر لم تستهدف إسرائيل بالعمليات الحربية في سيناء