أعلن وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي أن بلاده تستعد حاليا لتقديم عدة مبادرات لصالح الشعب السورى وعلاج الجرحى فى الدول المجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا، كما تستعد لاستضافة سلسلة من الاجتماعات السياسية فى روما بالتعاون مع جامعة الدول العربية والشركاء الدوليين الرئيسيين لحسم الأزمة وحماية الشعب وتهيئة المناخ لسوريا جديدة، ما بعد الأسد. وقال تيرسي، فى تعليق سياسى نشر له اليوم الخميس بصحيفة "لاريبوبيلكا" الإيطالية تحت عنوان (مساعدات إنسانية ووساطة سياسية لأبناء سوريا ما بعد الأسد) ، "إن المجتمع الدولى وخاصة دول أصدقاء الشعب السورى ومن بينهم إيطاليا تشعر بالخطر الجسيم داخليا وإقليميا، مما يستوجب التعجيل بوقف الصراع وتمكين سوريا من فتح صفحة جديدة".
وأشار إلى يجري حاليا تطوير إستراتيجية مشتركة على جبهتين متضافرتين، الأولى المساعدة الفورية بكل وسيلة ممكنة، باستثناء التدخل العسكرى، لصالح الشعب والمعارضة السورية لمساعدتهم على مقاومة النظام والاستعداد للعملية الانتقالية، والثانية وضع خطط حول كيفية مساعدة سوريا بعد الأسد لتحقيق الاستقرار الكامل السياسي والاقتصادي.
وأضاف تيرسي "نحرص على علاقة وثيقة مع المجلس الوطني السوري، ونحرص على توحد المعارضة التي نخطط لاستضافتها فى اجتماعات السياسية في سبتمبر المقبل في روما بالتنسيق مع جامعة الدول العربية وشركائنا الرئيسيين".
وأوضح أن إيطاليا ستقترح مبادرات تتعلق بجوانب الأمن، وبناء المؤسسات، وإعادة الإعمار الاقتصادي، فضلا عن الجوانب الإنسانية، مؤكدا أنه لذلك قرر إنشاء فرقة عمل فى سوريا بوزارة الشئون الخارجية، وأن بلاده تعطى أولوية مطلقة في سياستها الخارجية للأزمة السورية حتى يسترد الشعب السوري حريته.
وأكد وزير الخارجية الإيطالي أن الأزمة السورية وصلت إلى نقطة تحول جوهرية سواء للشعب السوري الذي يواجه معاناة وعنف لا يطاق أو بالنسبة لمنطقةالشرق الأوسط على حد سواء.
وقال تيرسى "إن نظام الرئيس السورى بشار الأسد بمحاولته إحتواء المعارضة يلعب على وتر فرق تسد والتهديد بشبح الأصولية الإسلامية الداخلية، كما يحاول اللجوء لمحاولة تأجيج الأزمة إقليميا بإثارة اشتباكات على الحدود مع الأردن ولبنان وتركيا".
وأضاف أن لبنان، الذى يعد مثالا للتعددية الدينية وللديمقراطية في الشرق الأوسط، يتعرض لمحاولات مستمرة لزعزعة الاستقرار، كما يتضح ذلك من دوامة عمليات الخطف الطائفي تحت إشراف طهرانودمشق، ويشهد على ذلك حادث وزير الإعلام اللبناني السابق الذي اعتقل مؤخرا بتهمة التخطط لشن هجمات إرهابية في شمال بلاده بناء على تعليمات من دمشق.
وشدد تيرسى على أن تحرير الشعب السوري والإنفراج الإقليمي يسيران معا فى نفس الاتجاه، لافتا إلى أنه ليس هناك حل إلا سوريا موحدة وديمقراطية يمكنها أن تصبح عاملا من عوامل الطمأنينة والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
مواد متعلقة: 1. ايطاليا تدعو مجلس الأمن إلى تحمل مسئولياته تجاه الأزمة السورية