يشارك حوالي ثلاثين رئيس دولة وحكومة في قمة دول "عدم الانحياز" المقررة يومي 30 و31 أغسطس الجاري في طهران، وسوف تتصدر الأزمة السورية والملف النووي الإيراني أولوية الموضوعات المقترحة للنقاش على طاوله الحوار بالمؤتمر. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أكد لوكالة "ايسنا" أن "هذه القمة هي اكبر حدث دبلوماسي في تاريخ إيران".
وقال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي لموقع التلفزيون الحكومي "حتى ألان، أعلن حوالي مئة بلد من أصل 120مشاركته، وستمثل قرابة ثلاثين منها على مستوى رئيس الدولة، رئيس الوزراء أو نائب الرئيس".
كي مون يتحدى
ورغم احتجاجات إسرائيل ودعوات الولاياتالمتحدة إياه إلى عدم المشاركة،أعلن متحدث باسم الأممالمتحدة أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون سيشارك في قمة حركة عدم الانحياز
وقال المتحدث مارتن نيسركي أن بان سينقل بشكل واضح مخاوف وتوقعات المجتمع الدولي" بشان برنامج إيران النووي والإرهاب وحقوق الإنسان والحرب في سوريا.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ابلغ بان في وقت سابق من هذا الشهر أن مشاركته في قمة طهران ستكون "غلطة كبرى".
ونصحت سفيرة الولاياتالمتحدة إلى الأممالمتحدة سوزان رايس بان كي مون بعدم المشاركة في القمة. كما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية انه سيكون "من الغريب" أن يشارك بان في القمة؛ إلا أن المتحدث باسم الأمين العام رفض تلك الانتقادات.
وقال أن الأمين العام للمنظمة "سيناقش بصراحة" الأزمة السورية، وهو يعتقد أن إيران يجب أن تكون جزءا من الحل، على أن يناقش عددا أخر من القضايا.
مرسي.. الضيف الخاص ويقوم الرئيس المصري محمد مرسي الذي سينقل لإيران الرئاسة الدورية للحركة، بأول زيارة لرئيس مصري إلى إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وحظيت تلك الموافقة على زيارة لإيران ومشاركة مرسي للمؤتمر، ترحيبًا واسعًا في إيران على مختلف الأصعدة، سواء الدبلوماسية أو لدى الإعلام الإيراني الذي لم يكن يتوقع قبول مرسى الدعوة، خاصة بعد الأخبار التي ترددت بشأن ضغوط يتعرض لها الرئيس من قبل الغرب ودول الخليج لرفض الدعوة المقدمة له من جانب طهران.
وعلقت صحيفة "شرق" الإيرانية الإصلاحية على موافقة الرئيس محمد مرسى - في تقريرها تحت عنوان "مرسى في الطريق إلى طهران" واصفة إياه ب "الضيف الخاص الذي سيحل على طهران" بقولها: "إن ضيوف قمة عدم الانحياز شيء والضيف الخاص الرئيس مرسى شيء آخر". وأضافت: "إن مرسى يتمتع بمكانة ومرتبة عالية لدى الجمهورية الإسلامية مقارنة بالآخرين". مضيفة أنه فى النهاية تغلب على تردده وسيأتي إلى طهران، وسيسلم إيران رئاسة الحركة. وأشارت إلى أن الرئيس مرسى سيكون أول رئيس مصري يسافر إلى إيران بعد أكثر من 30 سنة.
وعلى الصعيد المحلي أيدت العديد من القوى السياسية تلك الزيارة، على اعتبار أنها تأتي كخطوة في سبيل إعادة العلاقات بين القاهرةوطهران، ومن ثم تحقيق التحالف الثلاثي بين مصر وإيران وتركيا، مما سيمثل ثقلا ووزنا في منطقة الشرق الأوسط.
تلك القوى السياسية رفضت المبالغة في الآثار السلبية التي قد تنتج عن توثيق العلاقات مع إيران، والمتمثلة في زيادة المد الشيعي في مصر، وتوتر محتمل للعلاقات المصرية الخليجية والعلاقات المصرية الإسرائيلية.
غياب سوريا كما يتوقع مشاركة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس اللبناني ميشال سليمان والزعيم الكوبي راول كاسترو من بين رؤساء الدول والحكومات الذين سيحضرون القمة وسيشارك رئيس مجلس رئاسة الجمعية الشعبية العليا في كوريا الشمالية كيم يونغ نام،وفق وسائل إعلام إيرانية.
في حين "قد لا يتمكن الرئيس السوري بشار الأسد، (حليف طهران) من حضور القمة بسبب أزمة القيادة" في بلده، كما قال نائب الرئيس الإيراني للشؤون الدولية علي سيدلو لموقع خبر "اونلاين"، في إشارة إلى النزاع الدائر في سوريا.
وأعلن مهمانبرست أن إيران تنوي الاستفادة من السنوات الثلاث التي سترأس خلالها الحركة لجعلها "أكثر فعالية" في وقت "يعيش العالم وضعا ستكون فيه مصالح الدول المستقلة مهددة إذا لم تتخذ تدابير" لحمايتها من القوى الكبرى.
ولتسهيل انعقاد القمة في العاصمة الإيرانية التي تشهد أزمة سير، أعلنت السلطات خمسة أيام أجازة في حين سيتم تخصيص الطرق الرئيسية التي تؤدي إلى القمة للمواكب الرسمية.
وبهدف تسهيل الحركة في المطارات التي ستستقبل سبعة ألاف مشارك تم كذلك وقف الدخول من تأشيرات التي يستفيد منها مواطنو نحو عشر دول.
وامنيا، قال نائب قائد الشرطة احمد رضا ردان ان الشرطة "ستوضع في حالة تأهب قصوى طيلة فترة انعقاد القمة".
مواد متعلقة: 1. واشنطن: إيران لا تستحق التواجد والمشاركة في قمة عدم الانحياز 2. وزير إيراني: مؤتمر عدم الانحياز سيكون الحدث الأهم بعد اجتماع الأممالمتحدة 3. الرئيس الشرفي لكوريا الشمالية يشارك فى قمة عدم الانحياز بطهران