(رويترز) - قال نشطاء في المعارضة السورية إن الجيش النظامي أطلق قذائف على جنوبدمشق يوم الأربعاء وأطلقت طائرات هليكوبتر الصواريخ ونيران المدافع الرشاشة خلال هجوم لإحكام قبضة الرئيس بشار الأسد على العاصمة. واستخدم الجيش السوري الحكومي الدبابات وطائرات الهليكوبتر الحربية هذا الأسبوع في هجوم في أنحاء العاصمة تزامن مع رحيل مراقبين عسكريين تابعين للأمم المتحدة بعد مهمة فاشلة.
وتفيد تقديرات الأممالمتحدة بأن 18 ألف شخص قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة بعد أن ردت الحكومة بعنف شديد على احتجاجات سلمية بدأت قبل 17 شهرا ثم تحولت بعد ذلك إلى صراع مسلح.
وقال نشطاء معارضون إن 47 شخصا على الأقل قتلوا في دمشق فيما وصفوه بأعنف قصف هذا الشهر. وقالت امرأة في كفر سوسة أحد الأحياء التي استهدفها هجوم الجيش للقضاء على مقاتلي المعارضة "دمشق كلها تهتز بأصوات القصف".
وقالت الأممالمتحدة أن بعض الأسلحة التي تستخدمها القوات الحكومية السورية يبدو أنها قادمة من إيران في انتهاك لقرار الأممالمتحدة الذي يمنع هذا النوع من الصادرات.
وقال متحدث باسم الأممالمتحدة أن الأمين العام للمنظمة بان كي مون سيثير مسألة الأزمة السورية مع إيران في قمة حركة عدم الانحياز التي تعقد في طهران الأسبوع القادم.
ومع استمرار الجيش في قصف جنوبدمشق قال نشطاء أن 22 شخصا على الأقل قتلوا في كفر سوسة وان 25 شخصا آخرين قتلوا في منطقة نهر عائشة القريبة.
وقال نشطاء إن من بين القتلى رجلا يدعى مصعب محمد إسماعيل العودة الله وهو صحفي يعمل في صحيفة مملوكة للدولة كان من المتعاطفين مع الانتفاضة على الأسد. وقال النشطاء انه اعدم في نهر عائشة.
وقال نشط في المعارضة في كفر سوسة لم يذكر من اسمه سوى بسام لرويترز من خلال موقع سكايب "توجد 22 دبابة في كفر سوسة الآن ووراء كل منها 30 جنديا على الأقل. إنهم يداهمون المنازل ويعدمون الرجال."
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن أكثر من 250 شخصا منهم 171 مدنيا قتلوا في أنحاء سوريا يوم الثلاثاء وأغلبهم في دمشق وحلب ومدينة درعا في الجنوب.
وقال نشطاء في ضاحية المعضمية بجنوب غرب دمشق إن قوات الأسد قتلت 86 شخصا هناك منذ يوم الاثنين نصفهم أعدموا. ولم يتسن التحقق من هذا التقرير.
ولم يصدر على الفور تعليق من الحكومة على أحدث قتال لكن التلفزيون الحكومي عرض لقطات لأسلحة قال إنها صودرت من مقاتلي المعارضة في المعضمية إحدى أولى المناطق التي انضمت للانتفاضة.
ويهدد هذا الصراع بتقويض استقرار دول مجاورة بينها لبنان حيث تصاعد العنف بين السنة والعلويين لليوم الثالث.
وقالت مصادر طبية في لبنان إن عدد قتلى الاشتباكات بين الطرفين في مدينة طرابلس في شمال البلاد ارتفع إلى عشرة على الأقل وأصيب أكثر من 100 في اشتباكات وصفها سكان بأنها من أعنف الاشتباكات التي شهدتها المدينة منذ الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت من عام 1975 إلى 1990.
وأحيا الصراع في سوريا التوتر القديم في طرابلس بين العلويين المؤيدين للأسد في حي جبل محسن وجيرانهم السنة في حي باب التبانة.
وفي سوريا فقدت قوات الأسد السيطرة على أجزاء من البلاد في الأشهر الأخيرة لكنها خاضت معارك ضارية في دمشق وفي حلب أكبر مدينتين في البلاد.
وسمع مراسلو رويترز في حلب أصداء أعيرة نارية وقذائف تنفجر كل دقيقة. وحاول مقاتلو المعارضة التقدم في حي سيف الدولة على خط المواجهة في حلب لكنهم واجهوا وابلا من قذائف المورتر والقذائف الصاروخية. وفي أحد المواقع قطع إطلاق النار طريق الهرب أمامهم مع انفجار قذائف الدبابات بالقرب منهم. وتدمر أغلب المنطقة. وقال التلفزيون الحكومي إن القوات الحكومية تلاحق "فلول العصابات الإرهابية المسلحة".
وقالت دوناتيلا روفيرا مستشارة الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية التي عادت قبل وقت قريب من زيارة لحلب استمرت 10 أيام أن المنظمة أجرت تحريات بشأن 30 هجوما سقط فيها بين قتيل وجريح عشرات المدنيين الذين لم يشتركوا في المعارك وكثير منهم أطفال في منازلهم أو أثناء وقوفهم في طوابير لشراء الخبز أو حتى في أماكن يأوي فيها الذين شردهم الصراع نتيجة للهجمات العشوائية على الأحياء السكنية.
وقالت روفيرا "استخدام القوات الحكومية أسلحة مثل القنابل غير الموجهة وقذائف المدفعية وقذائف الهاون زاد كثيرا من الخطر على المدنيين".
وبينما لا يزال الموقف على خط المواجهة صعبا كان النساء والأطفال وراءه على بعد 400 متر يسيرون في الشوارع بشكل طبيعي وكان بعضهم يحمل أكياس التسوق وعلى بعد كيلومتر واحد كانت الشوارع تضج بمظاهر الحياة الطبيعية.
وحمل الأطفال أكياس البقالة من المتاجر المفتوحة بينما سار الأحبة متماسكي الأيدي بينما يتصاعد الدخان جراء القتال في السماء خلفهم.
وبعيدا عن المدن الرئيسية قال مسؤول عراقي محلي وقائد لمقاتلي المعارضة السورية إن القوات النظامية اشتبكت مع مقاتلي المعارضة يوم الأربعاء للسيطرة على قاعدة عسكرية ومطار قرب بلدة البوكمال الشرقية على الحدود العراقية.
وقال القائد بالمعارضة السورية الذي يعرف باسم أبو خالد إن المقاتلين يسيطرون الآن على البوكمال التي تقع على جانبي طريق إمدادات من العراق حيث تتعاطف العشائر السنية مع السنة في سوريا.
وقالت مصادر بالمعارضة أن مقاتلي المعارضة يقفون موقف المدافع بالقرب من الحدود مع تركيا بعد أن هاجمت القوات الحكومية التي تدعمها طائرات الهليكوبتر قرية في محاولة لقطع خطوط الإمداد.
وقال مجلس حماة الثوري أن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب عشرة عندما قصفت طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش قرية قسطون في محافظة حماة على بعد 24 كيلومترا إلى الشرق من الحدود مع تركيا وان قوات المعارضة تقاتل القوات الموالية للأسد.
ومع انزلاق سوريا إلى مزيد من الفوضى أبدت الولاياتالمتحدة وإسرائيل قلقهما من احتمال أن يفقد الأسد السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيماوية أو أن تصبح لديه رغبة في استخدامها.
ونشرت صحيفة كومرسانت الروسية تصريحات لمسؤول بوزارة الخارجية الروسية لم تكشف عن اسمه قال فيها أن موسكو تعتقد أن سوريا لا تعتزم استخدام الأسلحة الكيماوية وأنها قادرة على تأمينها.
وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة بحثت يوم الأربعاء سبل تعزيز المعارضة السورية التي تقاتل القوات الحكومية في انتفاضة اندلعت قبل 17 شهرا للإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد.
وأضاف أن كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما اتفقا أيضا على أن استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية أو التهديد باستخدامها أمر "غير مقبول على الإطلاق" وسيجبرهما على "إعادة النظر في أسلوب تعاملهما" مع الصراع.
وقال المكتب في بيان "ومع (الرئيس الفرنسي فرانسوا) اولوند بحث رئيس الوزراء وأوباما كيفية البناء على الدعم الممنوح بالفعل للمعارضة لإنهاء العنف المروع في سوريا وتحقيق الاستقرار."
وقال البيت الأبيض إن المحادثة الهاتفية تناولت "مجموعة واسعة من القضايا العالمية" منها الصراع في سوريا وضرورة زيادة مشاركة بلدان أخرى في مساندة المعارضة لحكومة الأسد.
وأضاف البيت الأبيض قوله إن أوباما عبَّر عن مخاوفه "للوضع الإنساني الحرج والمتفاقم في سوريا" والحاجة إلى مساهمات في تلبية النداءات الإنسانية في المنطقة.
واجتمع الأخضر الإبراهيمي الوسيط القادم للأمم المتحدة بشأن سوريا مع ممثلين عن الجيش السوري الحر في باريس يوم الأربعاء. وقال الجيش الحر انه يتشكك في أن ينجح حيث فشل سلفه كوفي عنان.
وقال الإبراهيمي لمحطة التلفزيون الفنلندية وأي.إل.إي "التدخل الأجنبي الذي لا يكون من خلال قرار لمجلس الأمن أمر نادرا ما يكون مفيدا".
وأضاف قوله "حدسي يقول دعونا نر هل يمكننا حل هذه المشكلة دون تدخل عسكري خارجي". مواد متعلقة: 1. صحيفة أمريكية: الأقلية المسيحية في سوريا تخشى صعود إسلاميين بعد إسقاط الأسد 2. موالون للأسد يشعلون حريقا على الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا 3. الأممالمتحدة تشتبه في أن إيران تزود سوريا بالسلاح