في اطار ردود الفعل الدولية على تعيين الأخضر الإبراهيمي في منصب مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الجديد الى سوريا خلفا لكوفي عنان ، أعربت واشنطن عن ترحيبها بتعيين الابراهيمي ، مبدية استعدادها التام لدعمه والمضى قدما معه لتلبية تطلعات مشروعة بتشكيل حكومة تمثل الشعب السوري. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قولها للسوريين "لستم وحدكم"،مضيفة ان "الاسرة الدولية ما زالت متمسكة كليا بالعملية الانتقالية السياسية من قبل السوريين الى نظام تعددي يمثل ارادة الشعب".
واضاف البيان الصادر عن كلينتون تأكيدها على ان "الذين يرتكبون مجازر سوف يتم التعرف اليهم وتحميلهم المسؤولية".
ومن جانبها اعربت بكين عن ترحيبها ايضا بتعيين الابراهيمي مبعوثا جديدا للامم المتحدة الى سوريا، مؤكدة رغبتها "للتعاون" معه ودعمه في مهمته لانهاء النزاع الدموي الدائر في هذا البلد.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان صباح السبت ان "الصين ستدعم وستتعاون بشكل ايجابي مع جهود الابراهيمي في وساطته السياسية".
واعقب تلك التصريحات دعوة الابراهيمي للمجتمع الدولي الى دعم مهمته، ووعده في الوقت نفسه بأن يبذل قصارى جهده لانجاح مهمته وان لم يكن واثقا من هذا النجاح.
كما طالب البيت الأبيض الأممالمتحدة بإعطاء المزيد من المعلومات حول التفويض الذي سيحدد مهمة المبعوث العربي والدولي الجديد إلى سوريا.
وقال جوش إيرنست، مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض في لقائه اليومي مع الصحافيين، إن الإبراهيمي دبلوماسي محنَّك و قادر، لكن واشنطن تحتاج إلى المزيد من الايضاحات من الاممالمتحدة بشان مهمة الابراهيمي في منصبه الجديد".
وأضاف قائلا: "إن الولاياتالمتحدة ستواصل العمل مع الأممالمتحدة لإنهاء العنف في سوريا، وتنحي الرئيس السوري بشار الأسد يشكل الطريق الأسرع لوقف العنف و البدء بالعملية السياسية الانتقالية في تلك البلاد".
أما وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو فقال الجمعة إن الإبراهيمي "سيحتاج الى توافق في مجلس الأمن الدولي لكي ينجح في مهمته".
وقال داود أوغلو، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في أنقرة: "تعيين الإبراهيمي أمر مهم، لكن ينبغي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مساعدته من خلال توحده".
وتابع قائلا: "إن كنا لا نريد لمهمته أن تفشل مثل سلفه عنان، فيتعين علينا إيجاد توافق في مجلس الأمن، وألا نسمح بأي أساليب للعرقلة".
بدوره، ردد وزير الخارجية الفرنسي، الذي زار الجمعة مخيما لإيواء اللاجئين السوريين في جنوب تركيا، تصريحات داود أوغلو، قائلا: "يتعين علينا العمل من أجل هيكل جديد يحل محل نظام الأسد، ويجب أن يكون هذا الانتقال تحت السيطرة".
ومضى إلى القول: "لا نريد حدوث فوضى بعد الأسد، وهذا يتطلب تعاونا من جانب كافة الأطراف المعنية".
الصراع الدموي
ومن جانبه ، قال المبعوث الدولي الخاص الجديد إلى سوريا، في مقابلة مع "بي بي سي" إنه ليس واثقا من قدرته على وضع حد للصراع الدموي الدائر حاليا في تلك البلاد بين الحكومة والمعارضة.
واوضح الابراهيمي أن "هنالك احتمالا كبيرا للغاية أن أفشل، ولكن بعض الأحيان نكون محظوظين، ونتمكن من تحقيق اختراق ما".
إلا أن الإبراهيمي أصر على أهمية المضي قدما ببذل الجهود الدبلوماسية، وذلك على الرغم من تفاقم الصراع الذي تشهده البلاد منذ حوالي عام ونصف العام.
واكد الابراهيمي قائلا: "يجب التصدي لمثل هكذا مهام، نعم علينا أن نحاول، وعلينا أن لا نرى الشعب السوري وقد تُرك لمواجهة مصيره بنفسه".
وفي مقابلة أخرى مع محطة "فرانس 24"، وردا على سؤال بخصوص ما إذا كان واثقا من نجاح مهمته، قال الإبراهيمي: "كلا، لست واثقا. لكن الشيء الوحيد الواثق منه هو أنني سأبذل قصارى جهدي، نعم سأبذل كل ما بوسعي، وكل ما أوتيت من قوة".
ومضى إلى القول: "آمل أن أجد التعاون بداية من قبل السوريين، كما آمل أن أجد الدعم من قبل ما يُسمى بالمجتمع الدولي".
وكانت الأممالمتحدة قد أكدت الجمعة رسميا تعيين الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي خلفا لكوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كمبعوث دولي خاص إلى سوريا للعمل على إيجاد حل للصراع بين الحكومة والمعارضة الذي دخل شهره الثامن عشر.