لندن: تمكن فريق طبي بريطاني من تحقيق نتائج مرضية باستخدام تقنية رائدة تقوم على إحداث ثقب في جمجمة المرضى من أجل تحفيز أدمغتهم بعمق لتخليصهم من آلام الصداع المزمن. وأشارت قناة "بي بي سي" في تقرير لها اليوم، إلى أنه وعلى الرغم من مقدار الألم الذي يسببه ثقب الدماغ إلا أنه يعتبر في بعض الحالات أسهل بكثير مقارنة مع معاناة المرضى المصابين بالصداع العنقودي منذ فترات طويلة نسبيا وهو أشد أنواع الصداع ألما. ويقوم الطاقم الطبي بإجراء مسح دماغي للمرضى من أجل تحديد منطقة في الدماغ لإدخال قطب كهربائي فيها ويبدأ الجراح بثقب الجمجمة في الوقت الذي يكون فيه المريض تحت تأثير التخدير الموضعي ويدخل الجراح القضيب بيد ثابتة وببطء علما بأن هامش الخطأ لا يتعدى 1ميليمتر. وتقوم عملية التحفيز العميق للدماغ على وصل القطب الكهربائي بجهاز تحكم مثبت في صدر المريض وتتلخص وظيفة هذا الجهاز في إيصال الشحنات الكهربائية بوتيرة منتظمة تغذي تياراً ضعيفاً داخل الدماغ وهو ما يعطل الضرر الناتج عما ترسله المنطقة المتضررة من شحنات. واستخدمت هذه التقنية بنجاح في علاج اضطرابات أخرى في الدماغ مثل الشلل الرعاشي ويجري تجريبها الآن لعلاج مرضى الاكتئاب. وأشار لودفيك رينرو أخصائي جراحة الدماغ البريطاني وأحد الجراحين العاملين في هذا النوع من العمليات بدأنا نفهم الاضطرابات النفسية علاوة على الأمراض العضوية والدور الذي يمكن أن تلعبه الجراحة في علاجها. وأكد باري ويلسون أحد المصابين بمرض الصداع العنقودي منذ 14عاماً دون انقطاع أن مضادات الألم والمسكنات لم تجد نفعا في حالته وأودت بالعديد من معارفه ممن يعانون من هذا المرض إلى الانتحار ولذلك قرر القيام بالتجربة مهما كان مقدار الألم الذي ستسببه. وأثبتت العملية نجاحها في حالة ويلسون حيث لم تصبه نوبة الصرع بعدها لفترة أربعة أشهر مضت من تاريخ إجراء العملية إلا مرة واحدة ما يعتبر تقدماً كبيراً جداً في حالته في ظل الألم المبرح الذي كان لا يفارقه.