لندن: نجح فريق دولي من العلماء في الكشف عن نوع التحور الجيني المسئول عن حدوث "نمو عملاق". وجاء في بيان لجامعة ماينس الألمانية اليوم الخميس قول الأستاذة مارتا كوربونيتس في لندن أن "أهم جانب إكلينكي في الدراسة هو أننا قادرون على الكشف عن الأجزاء المسئولة عن هذا التحور وعلاجها قبل أن تصبح عملاقة. وقام باحثو جامعة ماينس خلال الدراسة التي أشرف عليها علماء كلية طب لندن بتحليل جمجمة مريض تعود للقرن الثامن عشر واكتشفوا خلال التحليل أن هذا التحور الجيني قد حدث قبل نحو 1500 عام واستمر منذ ذلك الحين. ورجحت الجامعة في بيانها أن يكون "هناك 200 إلى 300 شخص على الأقل يحملون هذا التحور في جيناتهم في الوقت الحالي". ونشر الباحثون نتائج دراستهم اليوم الخميس في مجلة "نيو انجلاند جورنال اوف ميديسين" البريطانية. وينشأ "النمو العملاق" غالبا بسبب ورم في الغدة النخامية يؤدي إلى إفراز هورمونات عديدة ذات وظائف مختلفة منها وظيفة النمو، على سبيل المثال. ويمكن لأورام الغدة النخامية أن تؤدي إلى نمو خارج عن السيطرة ولكنها يمكن أن تتسبب أيضا في أشكال غير معهودة للوجه وكذلك الإصابة بالصداع واضطرابات في الرؤية وأمراض المفاصل. وقام الباحثون في البداية بدراسة الجين "ايه أي بي" الذي يعتبره العلماء منذ عام 2006 مسئولا عن أورام الغدة النخامية وعثروا على أحد التحورات الجينية المتراكمة في بعض العائلات الأيرلندية. لذا قام يوأخيم بورجر ومارتينا أونترليندر من جامعة ماينس بتحليل الحمض النووي لأحد مرضى تعاظم الأطراف في القرن الثامن عشر والذي حفظت بقاياه في متحف لندن. وجاء في بيان جامعة ماينس أن فريق الباحثين الدوليين عثروا لدى هذا المريض على نفس التحور الجيني الموجود في مرضى يعيشون في عصرنا الحالي. وخلصت التحليلات الأخرى إلى أن "العملاق الأيرلندي" الذي حفظت بقاياه في المتحف قد ورث هذا التحور من نفس الأسلاف الذين ورثه عنهم سلسلة من العائلات التي لا تزال تعاني من المرض حاليا في أيرلندا. وأظهرت حسابات الباحثين أن التحور الأصلي حدث قبل نحو 1500 عام. وأشار باتريك موريسون، أحد المشاركين في الدراسة من جامعة بيلفاست، أن أهمية الدراسة تكمن في تطوير الباحثين لتحليل دم جيني يمكن أن تستفيد منه العائلات للتعرف بشكل مبكر على هذا النمو المفرط لبعض الأطراف للحيلولة دون وقوعه.