ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم أن تركيا التي أصبحت نقطة الانطلاق التنظيمية للثورة في سوريا وضعت نفسها في ورطة أخرى وقد تكون اتخذت موقفا لم تقدر عواقبه. وأوضحت الصحيفة ، في تقرير بثته على موقعها الالكتروني ، طلاسم هذه الورطة ،فأشارت إلى أن عالم ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يكون مزعجا بشكل واضح لتركيا حيث هناك احتمال أن يقوم كيان كردي آخر على الحدود الجنوبية في وقت ا تبدو في الأفق فيه بوادر لحل مشكلة الاضطرابات الكردية في داخل تركيا. وقالت إنه بسبب تكثيف هجمات المعارضة السورية المسلحة في دمشق وحلب خلال الشهر لماضي ، اضطر الرئيس السوري إلى سحب معظم قواته من مناطق الحدود الشمالية لشرقية مع تركيا. ونوهت الصحيفة بأن قرار الأسد بسحب القوات دفع الأكراد السوريين إلى تكثيف جودهم في هذه المناطق لملء الفراغ ورفرفت الأعلام الكردية فوق كل المدن شمال شرق وريا ماعدا بلدة كبيرة واحدة هى القامشلي. وأضافت أن القوات التي تتولى السيطرة بدلا من القوات السورية وتعلن حكومتها لذاتية، تتبع حزب الوحدة الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي والأخير عبارة عن ئتلاف منفصل مكون من ما يزيد على عشرات المنظمات. وتابعت "إن ما تراه تركيا الآن هو حرب بالوكالة نيابة عن حزب العمال لكردستاني (الذي تقاتله أنقرة في الداخل وتلاحق قواته في الأراضي العراقية) بهدف نشاء معقل قوي في شمال سوريا".
وأشارت إلى قول رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان في وقت سابق من الشهر الماضي حيث قال إن بلاده لن تسمح لأية جماعة إرهابية أن تقيم مخيمات في منطقة شمال سوريا وتهدد تركيا. ولفتت الصحيفة إلى اجتماع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ونظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون وناقشا من خلاله سبل تنسيق العمليات العسكرية و الاستخبارية بشأن الأحداث السورية. وأوضحت أن تعزيز التعاون الأمريكي - التركي بشأن سوريا، يأتي في الوقت الذي تتنامى فيه المخاوف لدى أنقرة من أن يتولى أكراد سوريا زمام الأمور ويستغلون ما وصفته "بفراغ السلطة".