واشنطن: أكد باحثون أمريكيون أن للشخصية تأثيراً في العمر الذي يعيشه المرء بحيث أن الأكثر تفاؤلاً وبهجة يعيشون حياة أقصر من الآخرين الذين لا يتحلون بنظرة إيجابية. وحلل باحثون طوال 20 سنة بيانات من دراسة شملت 1500 ولد يتميزون بالبهجة والتفاؤل وكانوا في العاشرة من العمر عند بدء الدراسة في العام 1921. وأشارت ليسلي مارتن إحدي المشاركات في الدراسة من جامعة لا سييرا في ريفرسايد، إلى أن النتيجة هى أن "المشاركين الذين كانوا الأكثر بهجة ويتمتعون بحس فكاهة في طفولتهم عاشوا فترة أقل من الذين كانوا أقل مرحاً وميلاً للمزاح". وأوضح الباحثون أن السبب هو أن الأكثر بهجة وسعادة ومرحاً يميلون للمخاطرة أكثر بصحتهم علي مر السنين. وأكد هاورد فريدمان المعد الرئيسي للدراسة من جامعة كاليفورنيا أنه بالرغم من أن المقاربة المتفائلة مفيدة في الأزمات إلا "أننا وجدنا أن اعتماد فكرة "كل شيء سيكون جيداً" في الحياة بشكل عام يعتبر أمراً خطيراً إذ أنه يجعل المرء غير مهتم بأمور مهمة للصحة وطول العمر". ويدعم العلم فيما يبدو الآن النظرة المتفائلة التي تركز على أن الكوب ممتلئ إلى النصف لا أن نصفه فارغ. وخلصت مراجعة لأكثر من 160 دراسة عن الصلة بين التفكير الإيجابي والصحة العامة وطول العمر إلى وجود "أدلة واضحة ودامغة" على أن السعداء يتمتعون بصحة أفضل ويعيشون مدة أطول. وجاء في المراجعة التي نشرت في دورية "علم النفس التطبيقي: الصحة والسعادة" ان الادلة التي تربط بين التفاؤل والاستمتاع بالحياة وبين الصحة وطول العمر هى أقوي من تلك التي تربط بين مرض السمنة وقصر العمر. وأشار ايد داينر الأستاذ الفخري للطب النفسي بجامعة ايلينوي الذي قاد المراجعة "ذهلت لمتانة البيانات". وعلى الرغم من أن داينر قال: إن هناك قلة من الدراسات تتحدث عن العكس إلا أن "الأغلبية العظمي...تؤيد الرأي القائل بأن السعادة مرتبطة بالصحة وطول العمر". وفي الأبحاث المعملية ثبت أن التفكير الإيجابي يخفض الهرمونات المتصلة بالتوتر ويعزز الجهاز المناعي ويساعد القلب علي التعافي بعد اي جهد. كما ثبت أن الحيوانات التي تعيش في أقفاص مزدحمة يتدني لديها الجهاز المناعي وتصبح أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وتموت في سن مبكر.