قالت صحيفة "هآرتس" في تقرير خاص لها اليوم الأحد، إن العملية التي وقعت في سيناء، اضطرت الرئيس محمد مرسي إلى مواجهة الواقع المعقد وكذلك مواجهة حركة "حماس" بسبب نشاط الأنفاق في قطاع غزة. وأشارت الصحيفة الي الرئيس مرسي قد نجح في توظيف العملية لتحقيق هدف رئيسي، إذ تساعده حملة الجيش في سيناء على بناء نفسه وصورته باعتباره رجل الأمن في مصر، فالمعارك التي تخوضها مصر في سيناء تبعد مرسي عن صورة رجل الأخوان المسلمين وتقربه من صورة مبارك الذي امتنع عن الحرب من أجل التحكم بسيناء والسيطرة عليها، علي حد قولها .
وترى الصحيفة أن مرسي يواجه مشاكل داخلية، بدءا بغضب المصريين بفعل تواصل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، ومرورا بالمواجهات بين الأقباط والمسلمين، واستمرار الفوضى في شوارع المدن عدا عن المتاعب الاقتصادية التي يواجهها الاقتصاد المصري.
وتابعت: زيادة على ذلك فإن قرار مجلس الشورى الذي يسيطر عليه الأخوان المسلمون، بفصل عشرات محرري الصحف والصحافيين أثارت انتقادات شديدة وغضبا على الأخوان المسلمين مما حد ببعض الأحزاب والحركات إلى الإعلان عن مظاهرة جماهيرية في 24 من الشهر الجاري ضد سياسة المرشد العام ومحاولات تحويل مصر إلى دولة شريعة.
واستطردت الصحيفة تقول إنه في ظل هذه الظروف وفي ظل جو معادي للرئيس مرسي في الصحافة المصرية، فإنه يسعى إلى تركيز جهوده في الأماكن التي يمكن ضمان تحقيق النجاح فيها، وعليه قام خلال ثلاثة أيام بزيارة سيناء مرتين، حيث تجول برفقة رئيس المجلس العسكري، المشير طنطاوي، والتقي بأفراد القوات المصرية، وتناول إفطاره على مائدة رمضانية مع الجنود ، وتقوم الصحف المصرية بموازاة ذلك بنشر الأخبار عن تقدم قوات الجيش وتحقيقها إنجازات ضد خلايا القاعدة في سيناء، وتسريبها أخبار مثل خبر عن اعتقال "أسامة بن لادن شبه جزيرة سيناء"، مع إبراز القدرة على تحقيق هذه الإنجازات خلال يومين فقط من بدء الحملة.
وقالت صحيفة "هآرتس" إن هذه التقارير تساهم في تكريس شخصية رجل الأمن، مع ذلك قالت إن مرسي سيحتاج إلى عمليات متواصلة وطويلة لتحقيق الهدف في منع وقوع عمليات ضد جنود مصريين أو ضد إسرائيل، لكن التحدي الأصعب الذي سيواجهه يتمثل بالأنفاق المحفورة تحت الأرض والتي تصل قطاع غزةبسيناء.