القاهرة: أكد الدكتور حسن صلاح الأخصائي النفسي أن مراقبة الأسرة لسلوك الطفل في السنوات الأولى من عمره خاصةً العامين الأولين يلعب دوراً مهماً في اكتشاف مرض التوحد وهو نوع من الإعاقة الذهنية التي يمكن علاجها وتحسين حالتها في السنوات الأولى من العمر بالتدريب الصحيح والعلمي. وأوضح الدكتور حسن صلاح في لقاء ببرنامج "صباح الخير يا مصر" أن من أعراض المرض عدم القدرة على التواصل مع الآخرين في الحديث أو الإشارة وتلعثم النطق وصعوبة التقليد وعدم التنبه للفرد الذي يقوم برعايته وعلاقته به ومنهم الأم أو الأب أو الأخوة، وأكد أن هذه الملاحظات يجب أن تدفع الوالدين إلى سرعة عرضه على أخصائى يحدد إذا كان مريضاً بالتوحد أم أنها أعراض جانبية مؤقتة ستزول بمرور الوقت. وأشار صلاح إلى أن سرعة التعامل مع الطفل طبياً يقلل أعراض المرض ويرفع من نسبة ذكائه والتي تؤهله بعد ذلك للدخول للمدرسة في سن الحضانة وما بعدها حتى لو لم يكن أدائه كالطفل العادي. كما شدد على أهمية وضع الأخصائي المعالج للحالة "أخصائي التخاطب" برنامج للتعامل مع الطفل يحل مشكلة التخاطب باستخدام اللغة المناسبة التي تجذبه للتقليد وهى اللغة البديلة البعيدة عن استخدام الكلمات ومنها الصور والتواصل البصري والإشارة كما يقوم بتدريب الأم أو الأب عليه ويراعي أن يقوم المتدرب بتنفيذ هذه التدريبات أمام الطبيب المعالج ليرشدهما إلى الطريقة الصحيحة ويتابعما. وأضاف أن العناية بهذا الطفل من الأسرة سواء الأبوين أو الأخوة في جلسات التخاطب والتواصل مع الآخرين وزيادة انتباهه لما يحدث حوله ليستطيع أن يقوم بالتقليد يجب إلا تقل أسبوعياً عن أربعين ساعة وأكد أن أى إهمال في هذه المعاملة تزيد من تدهور حالة الطفل وتبعده عن السلوك الطبيعي. وأشار إلى أنه يقدّر صدمة الآباء ومرحلة انكار مرض طفلهما في حالة اكتشاف أن سلوكياته غير طبيعية أو التاكد من أنه مريض بالتوحد ولكن يجب التعامل العاجل والشجاع مع المشكلة واكد أن كل طفل له تامين صحي ويستطيع الأبوان أن يتجها لأي مستشفى عام للكشف عليه وأشاد بالمركز النفسي التابع لجامعة عين شمس. وأكد أنه يقدم برنامجاً حديث لعلاج مرض التوحد ولديه من المتخصصين من يقومون بالعلاج الجيد لهذ الحالات، مشيراً إلى أن كثير من الجمعيات الأهلية تتطوع لتمويل جلسات العلاج وعمل مراكز طبية متخصصة لمعالجة أطفال التوحد. وأضاف أن معظم حالات التوحد تكون وراثية بسبب خلل جيني لأحد الوالدين ولكنه أشار إلى بعض حالات التوحد التي تصيب الأطفال الأصحاء بعد العام الأول من عمرهم بسبب سوء التعامل مع الطفل وهو مايسمى طبياً ارتجاع وينتج عن عدم مخاطبته بشكل يومي أو الجلوس معه بشكل كافي وناشد الأباء الحرص على اللعب مع أطفالهم خاصةً في السنوات الأولى.