أرادت أن تهدأ من روع طفلتها بالظلام فحرقتها، وفى واقعة مأسوية تحول الجاني فيها إلى أداة تنفيذ للجريمة ، وبأحد المناطق العشوائية الممتلئة بالسكان بشارع الترولي بدائرة عين شمس لم تتخيل امرأة في بداية العقد الثالث من عمرها أنها ستكون السبب في إنهاء حياة طفلتها الرضيعة التي لم تتجاوز العام الأول من عمرها حيث انفجرت في نوبة من الصراخ الشديد خوفاً من الظلام الدامس نتيجة انقطاع التيار الكهربائي . وهو ما جعل الأم تحاول تهدئتها في بداية الأمر من خلال مداعبتها ولكنها كانت مستمرة في صراخها ،ولم تجد الأم حل في أن تهدأ من روع طفلتها سوى أن تبحث عن مصدر للضوء لتشعرها بشيء من الاطمئنان ، فقامت بإحضار شمعة وأشعلتها بجانب الطفلة وبالفعل هدأت الرضيعة وكفت عن البكاء وبدأت ترتسم على شفتيها الصغيرة ابتسامة بريئة .
وفى حالة من السكون في ظل الظلام الذي دام أكثر من نصف ساعة غلب الأم النعاس ونسيت طفلتها الرضيعة بالغرفة الاخرى واستيقظت على موجة من الدخان تداهم حجرة نومها فقامت مسرعة وفزعة نحو طفلتها تجد الفاجعة الكبرى بالتهام النيران جسد رضيعتها بسبب سقوط الشمعة على الأرض فأشعلت في الغطاء الذي كانت راقدة عليه الطفلة لتحيطها النيران من كل النواحي وتلتهمها ولم يتبقى منها سوى جسدها المتفحم.
وأصيبت الأم بحالة هستيريا من الصراخ والعويل من المنظر المؤلم وهى تلوم نفسها وتقول " أنا السبب أنا اللي قتلتها بيدي سامحينى يا سارة ما كنش قصدي وأخذت تتمنى لنفسها الموت حزنا على وفاة رضيعتها " وهو ما جعل الجيران حولها يذهبوا تجاه مصدر الصراخ لاستطلاع الأمر وشعروا بالذهول والألم من هذا المنظر المؤلم .
وقررت الأم الاتصال بزوجها المدعو "احمد سباعي "الذي يعمل بجراج سيارات لتحكى له الواقعة فأتى مسرعا وراح في نوبة من البكاء ولم يستطع أن يفعل شيئا سوى النظر لزوجته بنظرة عتاب بسبب إهمالها وهى تقص له تفاصيل الواقعة.
قام بعض أهالي المنطقة باصطحاب الزوج والزوجة المدعوة "سماح السيد" للقسم لتحرير محضر بالواقعة وتم اصطحاب قوة من القسم لمعاينة مسرح الجريمة، وأبلغت النيابة بالواقعة لتتولى التحقيق والتي حولت النيابة الطفلة إلى مشرحة زينهم ثم أمرت بدفنها وتولت التحقيق مع الأم و زوجها لمعرفة تفاصيل الواقعة .