أكد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي ان مصر تحتاج الى جهود جميع أبنائها من كل الفئات والاتجاهات للعبور بها ومواجهة التحديات التي تواجهها. وقال الدكتور مرسي في كلمة له مساء اليوم في حفل الإفطار الذي إقامته اليوم مشيخة الأزهر في الملتقى الأول لهيئة كبار العلماء وفي ذكرى غزوة بدر، أن التحديات التي تواجهها مصر ليست بالمستحيلات وهي تحتاج الى الوحدة والتآخي وتضافر الجهود والعمل والتضحية والعزيمة والإرادة والمعرفة بعلوم العصر حتى تمضي هذه المسيرة الى أفاق أرحب.
وأكد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي فى كلمته ان ماورد بوثيقة الازهر الشريف من توصيف للدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة سيكون هو الأساس للدولة المصرية مشيرا الى أهمية تضافر الجهود بين أبناء الوطن بمسلميه ومسيحييه ورجاله ونسائه وشبابه وشيوخه وعلمائه ومفكريه ومثقفيه وكل فئاته للعبور بالوطن الى الدولة الحديثة والى دولة تدار بأيدي أبنائها والتضحية بالجهد والوقت وكل ما نملك لتحقيق ذلك
وقال الرئيس مرسي ان الوصول الى ذلك بإرادة أبناء مصر والتوزيع العادل لثرواتها بما يعود بالنفع على كل أهلها مضيفا أن هذه كانت آمال وتطلعات شعب مصر قبل ثورة 25 يناير وان الله أراد أن تكون هذه الثورة البيضاء لجميع المصريين دون استثناء فلا يستطيع احد أن يدعي انه صاحب أو قائد الثورة وإنما كانت بجهد واتحاد جميع أبناء مصر على جميع المستويات السياسية والجغرافية والعقائدية وكانت برعاية الله وفي حماية أبناء مصر الشرفاء من القوات المسلحة.
كما أكد أن الله أراد الخير لهذه الأمة وانه إذا نهضت مصر نهضت الأمة كلها موضحا أن مصر ستنهض بأبنائها وعلمائها ومفكريها وساستها وشعبها وجيشها بعد أن ظلت جاثية ردحا من الزمان.
وأضاف القول ..أنه متفائل بالمستقبل وانه ينظر الى المستقبل ويرى الأزهر الشريف في قلبها دليلا ملهما قائدا ومعلما بوسطيته مضحيا برجاله لكي تبقى هذه الأمة وهذا الوطن محميا ومحروسا بحرية لكل أبنائه وقال أن الحرية فريضة ومكفولة في الإسلام فلا أكراه في الدين فإذا كان الإنسان أعطي حريته في الاعتقاد فما بالنا فيما هو اقل من ذلك.
وأوضح الدكتور مرسى فى كلمته ان مصر تحتاج -بعد الانتخابات وبعد ان اختارت الأمة طريقها وان تمضي إرادتها وهي من إرادة الله -الى تحقيق النهضة والى الصحوة حيث يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات ومصر بلد الجميع مسلمين ومسيحيين وقال ان المصريين اختاروا الديمقراطية آلية في ظل مفهوم الشورى الواسع فلا تعارض بينهما وانه سيمضي في ظل هذا المبدأ وهذا المفهوم "التساوي في الحقوق والواجبات بين الجميع".
كما أشار إلي انه مازال أمامنا الكثير من التحديات وان الأهداف الواضحة تحتاج الى جهد اكبر بعد النوايا الصادقة ونحتاج الى الفهم والإدراك والعمل والحب والصبر والتكاتف والتكامل والتعاون بين الجميع ..داعيا الى بذل قصارى الجهد والنظر الى المستقبل والى الإمام وعدم الالتفات الى الخلف والاهتمام بعظائم الأمور دون سفاسفها.
وأضاف ان أعداء الوطن يتربصون به ويريدون لأبنائه ان ينشغلوا بالفرقة والعداوة فيما بينهم داعيا الى التوحد ونبذ الفرقة وان نمضي جميعا مسلمين ومسيحيين في ارض واحدة وتحت سماء واحدة نعبد إلها واحدا تترقب توفيق وعطاء الله ونصره ومؤكدا ان خيرات مصر وأرضها يشهد عليها التاريخ والأنبياء الذين هبطوا بها.
وقال الرئيس محمد مرسي أن هذه المناسبة "ذكرى غزوة بدر الكبرى" مباركة وعظيمة وكانت فرقانا وهي في رحاب الأزهر الشريف ..مؤكدا أن الأزهر هو رمز الوسطية والحضارة والتاريخ الإسلامي والفهم الصحيح للإسلام الكامل والشامل مشيرا، أن الأزهر جامعة وجماعة يمثل إسلام أهل السنة والجماعة والذي سار على دربه السلف الصالح انطلق من القاهرة رائدة الأمة الى ربوع العالم وأضاف قائلا ما أشبه اليوم بالبارحة حيث الدولة الوليدة الحديثة عندما نشأت دولة الرسول في المدينةالمنورة والتحديات التي واجهها فكانت غزوة بدر وكان الفرقان والنصر من عند الله.