عن علي رضي الله عنه قال : حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "لايتم بعد احتلام ، ولا صمات يوم إلي الليل"رواه ابو دواد باسناد حسن. شرح الحديث: قال الحطابي في تفسير هذا الحديث كان من نسك الجاهلية الصمات ، فنهوا في الإسلام عن ذلك وأمروا بالذكر والحديث بالخير وعن قيس ابن ابي حازم قال دخل أبي بكر الصديق رضي الله عنه علي امرأء من أحمس يقال لها زينب فرآها لا تتكلم فقال ما لها لا تتكلم؟ فقالوا: حجت مصمته ،فقال لها تكلمي ،فإن هذا لا يحل ، إنه من عمل الجاهلية ،فتكلمت ، رواه البخاري ومعنى قوله: لا يتم بعد احتلام قال في عون المعبود: أَيْ إِذَا بَلَغَ الْيَتِيم، أَوْ الْيَتِيمَة زَمَن الْبُلُوغ الَّذِي يَحْتَلِم غَالِب النَّاس زَالَ عَنْهُمَا اِسْم الْيَتِيم حَقِيقَة وَجَرَى عَلَيْهِمَا حُكْم الْبَالِغِينَ سَوَاء اِحْتَلَمَا، أَوْ لَمْ يَحْتَلِمَا. اه.
ومعنى قوله: لا صمات يوم إلى الليل أي لا يسكت أحدكم يوما كاملا إلى الليل, قال المناوي في فيض القدير: أي لا عبرة به ولا فضيلة له وليس مشروعا عندنا كما شرع للأمم قبلنا فنهى عنه، لما فيه من التشبه بالنصرانية، قال الطيبي: والنفي وإن جرى على اللفظ، لكن المنفي محذوف أي لا استحقاق يتم بعد احتلام، ولا حل صمت يوم إلى الليل. اه.
وقال في عون المعبود: فِيهِ النَّهْي عَمَّا كَانَ مِنْ أَفْعَال الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ الصَّمْت عَنْ الْكَلَام فِي الِاعْتِكَاف وَغَيْره. اه.