أعلن ثابو مبيكي وسيط الاتحاد الافريقي أن السودان وجنوب السودان توافقا على تقاسم عائدات النفط، لافتا إلى انه سيتم استئناف انتاج النفط الخام في جنوب السودان. وقال الرئيس الجنوب افريقي السابق اثر اجتماع لمجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي في اديس ابابا: "إن الطرفين توافقا على التفاصيل المالية المتعلقة بالنفط، لقد تم الامر"، من دون ان يكشف تفاصيل الاتفاق". واضاف: "أنه سيتم ضخ النفط من دون ان يحدد ايضا موعدا لذلك، ما ينبغي فعله بعد ذلك، هو مناقشة المراحل المقبلة، متى ستستعد الشركات النفطية لاستئناف انتاج النفط والتصدير". وفي زيارة قصيرة لجوبا الجمعة، حضت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون جنوب السودان والسودان على القيام بتسويات لمعالجة الخلافات المستمرة منذ اعلان استقلال جنوب السودان في التاسع من يوليو/ تموز 2011. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ال "بي بي سي" أن جنوب السودان يحوي 75 في المائة من الموارد النفطية للسودان في مرحلة ما قبل التقسيم، لكنه يحتاج إلى انابيب النفط الموجودة في الشمال للتصدير. ولم يتمكن البلدان من التفاهم على قيمة رسوم العبور ما دفع جوبا الى وقف انتاجها لان السودان يقتطع جزءا منها في غياب اي اتفاق. ووقف الانتاج هذا حرم الدولة الوليدة من 98 في المئة من مواردها وادى الى تضخم كبير فضلا عن تفاقم الوضع الاقتصادي في السودان. واضافة الى المسألة النفطية، ثمة خلافات بين الجانبين على ترسيم حدودهما وعلى وضع المناطق المتنازع عليها. كما يتهم كل بلد الاخر بدعم مجموعات متمردة على اراضيه. والمفاوضات بين السودان وجنوب السودان برعاية الاتحاد الافريقي في اديس ابابا تراوح مكانها، حتى ان البلدين تجاوزا مهلة الثاني من اغسطس/ آب التي كان مجلس الامن منحهما اياها لتسوية خلافاتهما تحت طائلة فرض عقوبات. وأعلن مبيكي ليل الجمعة، ايضا ان قمة ستعقد في سبتمبر/ ايلول المقبل، بين الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره السوداني الجنوبي سلفا كير لبحث وضع منطقة ابيي المتنازع عليها. وقال مبيكي: "إن الطرفين توافقا على ان تتم مناقشة قضية الوضع النهائي لابيي في القمة المقبلة للرئيسين". ولكن في مؤشر الى ان التوتر لا يزال مستمرا بين الشمال والجنوب اللذين خاضا عقودا من الحرب الاهلية قبل ان يوقعا اتفاق السلام الشامل العام 2005 الذي مهد للانفصال، اتهم كبير مفاوضي جنوب السودان باغان اموم الخرطوم بالسعي الى تقويض المفاوضات. واتهم اموم الشمال ايضا بمواصلة القصف الجوي للجنوب "في انتهاك كامل لخارطة الطريق" التي وضعها الاتحاد الافريقي في ابريل/ نيسان في محاولة لتسوية الازمة بين السودانين. واعلن مبيكي اتفاقا اخر، وهذه المرة بين السودان والاتحاد الافريقي والاممالمتحدة والجامعة العربية حول ايصال المساعدات الانسانية الى ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق في السودان. وقال الوسيط الافريقي: "تم التوصل الى اتفاق مع حكومة السودان في ما يتعلق بايصال المساعدات الانسانية الى النيل الازرق وجنوب كردفان، ما يعني اننا احرزنا تقدما حول هذا الملف". وفي هاتين الولايتين، تسببت مواجهات متكررة بين القوات السودانية وفصائل متمردة بازمة انسانية خطيرة لدى الاف الاشخاص، وفق الاممالمتحدة. حتى ان كثيرين لجأوا الى جنوب السودان. وكانت الحكومة السودانية وافقت على خطة تتيح ارسال المساعدات الانسانية الى تلك المناطق، لكن الاممالمتحدة اتهمت الخرطوم بطرح شروط مسبقة عرقلت تطبيق الخطة.