استولى المقاتلون المعارضون في حلب في شمال سوريا، الثلاثاء، على ثلاثة أقسام للشرطة في المدينة بعد معارك عنيفة مع عناصرها، حسبما أفاد مراسلونا هناك والمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى مقتل أربعين عنصرا من قوات النظام وعدد من المقاتلين المعارضين. وبلغت حصيلة الضحايا حسب المرصد الثلاثاء 61 قتيلا هم 40 جنديا نظاميا وثمانية مقاتلين من المعارضة في حلب، و13 مدنيا في مناطق أخرى.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان صدر مساء أن "مقاتلين من الكتائب الثائرة قاموا بالاستيلاء على أقسام الشرطة في هنانو وباب النيرب والصالحين بعد اشتباكات عنيفة مع القوات المتحصنة داخلها"، مشيراً إلى مقتل ما لا يقل عن ثمانية مقاتلين معارضين في المعركة وأربعين عنصرا من الشرطة.
كما أشار إلى سقوط عدد من المقاتلين لم يتم توثيق عددهم وأسمائهم بعد في "اشتباكات عنيفة في حي باب النيرب بين مسلحين من ال بري الموالين للنظام ومقاتلين من الكتائب الثائرة".
وذكر المرصد أن حي صلاح الدين في جنوبالمدينة، يتعرض للقصف العنيف من القوات النظامية السورية، وان الاشتباكات مستمرة على أطرافه، كما أشار إلى تعرض حي الميسر لقصف بالطيران الحربي، مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان منه.
وذكر صحفي لنا في حلب أن الاستيلاء على مركز حي الصالحين المركزي يهدف إلى، وصل المناطق التي يسيطر عليها المتمردون داخل المدينة ببعضها، وأشار بعد لقاءات مع عدد من المقاتلين إلى أن المعركة حول القسم استمرت عشر ساعات.
وكان المرصد أفاد سابقا عن اشتباكات في حي الزهراء (في غرب المدينة) قرب فرع المخابرات الجوية وعن هجمات للمقاتلين المعارضين على مقر المحكمة العسكرية وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي.
إلا أن صحفياً لنا موجود قرب حلب ذكر أن حدة القصف انحسرت، الثلاثاء، في المدينة، ولم تسمع أصوات انفجارات قوية كما الأيام الماضية.
ورأى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن المعركة في حلب عنيفة، وهذا يدل على أنها مصيرية للنظام الذي لا يريد بنغازي سورية، واعتبر أن "دخول مسلحين من العشائر العربية مثل آل بري الثلاثاء على خط القتال إلى جانب النظام يعني أن النظام يريد أن يصل بالبلاد إلى حرب أهلية"، في إشارة إلى وضع مدنيين مسلحين في مواجهة المعارضين، وذكر أن "مسلحين من عشائر عربية أخرى شاركت مساء الاثنين أيضا في المعارك إلى جانب القوات النظامية".
وذكرت صحيفة "الوطن" السورية الثلاثاء، أن القوات السورية واصلت عملياتها في العديد من أحياء مدينة حلب مدعومة بالمروحيات التي تقوم بجولات استطلاعية فوق المناطق التي يتمركز فيها مسلحون ينضوي تحت صفوفهم مقاتلون من جنسيات عربية وأجنبية ممولة من الخارج وتتلقى تعليماتها من غرفة عمليات في تركيا.
في ريف حلب، أفادت مصادر أن الجهات المختصة اشتبكت اليوم مع مجموعات إرهابية مسلحة تستقل سيارات دفع رباعي مجهزة برشاشات دوشكا كانت تعتدي على المواطنين وتقوم بأعمال قتل وتخريب وقطع للطرق في دارة عزة وقبتان الجبل"، وأوضحت أن الاشتباك أسفر عن تدمير تسع سيارات ومقتل من فيها من الإرهابيين.
وأفاد مصدر امني في دمشق الثلاثاء أن الجيش والمجموعات الإرهابية يرسلون تعزيزات من أجل معركة حاسمة في حلب قد تستمر أسابيع عدة، لافتاً إلى أن الجيش النظامي يحاصر الأحياء التي يسيطر عليها الإرهابيون ويقوم بقصفها، لكنه لا يستعجل شن هجوم على كل من هذه الأحياء"، موضحا أن المقاتلين المعارضين يستقدمون تعزيزات من تركيا إلى حلب بعد أن تمكنوا من السيطرة على "حاجز عسكري استراتيجي" في عندان التي تبعد نحو خمسة كيلومترات شمال غرب المدينة، وأوقعت أعمال عنف في مناطق سورية أخرى 13 قتيلا.
وذكر المرصد السوري أن القوات النظامية شنت حملة اعتقالات في بلدة يلدا في ريف دمشق التي تعرضت لقصف عنيف خلال الأيام الماضية استهدف مجموعات من المقاتلين المعارضين كانت لجأت إليها بعد انسحابها من دمشق اثر استعادة قوات النظام السيطرة على مجمل العاصمة، وقتل مواطن ومقاتل في اشتباكات في البلدة.