لندن: كشف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إن مبعوثين أمريكيين يجرون اتصالات بصورة غير علنية مع الحركة، واتهم الولاياتالمتحدة بعدم التحلي بالشجاعة الكافية للقيام بذلك علناً. وذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية ان مشعل أشاد الاثنين في مقابلة مع صحيفة "الجارديان" البريطانية بالرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف لعقده اجتماعاً معه في دمشق وبالرئيس السوري بشار الأسد على استضافته لهذا الاجتماع قبل عشرة أيام. وقال مشعل إنه أبلغ ميدفيديف أن الولاياتالمتحدة تجري اتصالات أيضاً مع حماس بصورة غير علنية، مبدياً ثقته بأن الجميع سيدرك في المستقبل القريب جداً أنه يتعين عليهم التعامل مع حماس. وأضاف مشعل: "أن العديد من المسئولين الغربيين يقرون بفشل الحصار المفروض على قطاع غزة وأن الوقت حان لإنهائه. مع تحول موازين القوى في المنطقة وبروز إيران وتركيا وسوريا كقوى إقليمية وانشغال مصر في خضم معركة الخلافة والتي من شأنها أن تشلّ دورها كلاعب إقليمي، ما أدى في النتيجة إلى خسارة إسرائيل لقوتها لفرض شروط على القيادة الفلسطينية الضعيفة في رام الله". ورأى مشعل أن شعور إسرائيل بانحسار نفوذها جعلها بحاجة إلى شن حرب جديدة لكنها مقيدة بفعل الشكوك الذاتية لأن هجماتها على حزب الله في لبنان عام 2006 وعلى حركة حماس في غزة عام 2009 جعلت المنظمتين أكثر قوة سياسياً وعسكرياً. وقال إن إسرائيل تجري حالياً مناورات عسكرية لتهديد حماس وحزب الله وسوريا لأنها بحاجة إلى حرب، لكن اختيار الجبهة للقتال لن يكون نزهة وهذا يعكس وجود أزمة في إسرائيل والتي لا تريد السلام، لكن خيار الحرب لن يكون سهلاً بالنسبة لها، وقد تميل إلى ضرب غزة مرة أخرى لأنها قد تبدو الخيار الأسهل بالنسبة لها، لكن ذلك سيكون ضرباً من الوهم ليس لأن لدينا أسلحة كافية فقط، بل لأن إسرائيل هذه المرة ستقاتل شعباً ليس لديه شيئاً يخسره. وانتقد مشعل تعامل الإدارة الأمريكية مع جهود المصالحة الفلسطينية، وقال: "إن الرئيس باراك أوباما تراجع في غضون أشهر عن الوعود التي قطعها في خطابه الشجاع في القاهرة، فيما يقوم مسئولو إدارته بالاعتراض بقوة على الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق بين حركتي فتح وحماس بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية". واضاف مشعل مستشهداً بمصادر فتح أن المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل"ابلغ السلطة الفلسطينية ومصر أن الولاياتالمتحدة ستقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية إذا ما وافقت على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس وباقي الفصائل الفلسطينية المسلحة". وشدد على "أن المصالحة الفلسطينية ليست على طاولة المفاوضات في الوقت الراهن، لأن الأولوية لدى الولاياتالمتحدة هي استئناف المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل، وترى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هو أفضل من يخدم هذا الهدف لأنه ضعيف، وأن التوصل إلى اتفاق مع حماس من شأنه أن يعزز الموقف الفلسطيني في التفاوض، وهي تفضّل وجود طرف تفاوضي فلسطيني ضعيف لاعتقادها أن ذلك يمثل أفضل فرصة للتوصل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".