صدر عن "المصري اليوم" كتاب "فرسات العشق الإلهي" للدكتور عمار علي حسن وهو عبارة عن صور قلمية أو تراجم أو ملامح ذاتية لرموز التصوف وشيوخه الكبار، الذين شكلوا كتيبة عريضة من فرسان المحبة والتسامح والزهد والولاية والمعرفة الحدسية على مدار التاريخ الإسلامي، وهم ينتمون إلى تيارات صوفية مختلفة. يقول المؤلف "حاولت في سرد هذه الشخصيات أن اتبع منهجا واحدا، وسعيت إلى أن أدقق النظر، وأوزن المعنى، حتى نحط خبرا بكل الآراء والمواقف حول الشخصية التي نعرضها. آراء ومواقف المادحين والقادحين. فلا إجماع على أحد. ولا كرامة لنبي في وطنه. والتاريخ اختيار. وما يكتب عن إنسان، صغر أو كبر، في أي زمان وأي مكان لا يخلو من هوى، ولا ينجو أحيانا من ضعف". وكانت شخصيات هذا الكتاب قد نشرتها صحيفة "المصري اليوم" تباعا في شهر رمضان لسنة 1432 ه، سنة 2011 م، فلاقت صدى واسعا بين القراء، وتتبعها كثيرون حسبما أخبروا مؤلفها أو علقوا عليها أو أحاطوا المسئولين عن الجريدة بها خبرا. وطالب هؤلاء جميعا بأن تنتظم هذه الحلقات في كتاب، حتى تسهل قراءتها. ومن الشخصيات التي يشملها الكتاب الجنيد ومعروف الكرخي وأبو حامد الغزالي والحلاج والسهروردي ومحي الدين ابن عربي والتستري والسقطي وإبراهيم بن أدهم وعبد الله بن المبارك وبشر الحافي وجلال الدين الرومي والحسن البصري وذو النون المصري والشبلي وابن عطاء الله السكندري والشاذلي وغيرهم. ولذا يقول عمار "ها أنا ألبي طلب القراء، بجمع هذه الحلقات بين دفتي كتاب واحد، مع ذكر المصادر والمراجع والأسانيد التي تم الاستفادة منها في كتابة تلك الشخصيات الصوفية الشهيرة، وهو ما كان من الصعب عرضه أو وضعه على صفحات الجريدة". ويضيف "نُشرت هذه الشخصيات، وتابعها الناس في وقت فارق من تاريخ مصر والعرب، إذ نشرت في مصر عقب انقضاء الموجة الأولى من الثورة، وقت أن أطلت علينا رؤوس دينية جامدة خامدة، ادعت امتلاك الحقيقة، وظنت أنها هي التجسيد والتمثل الأساسي والوحيد للإسلام، وأقصرت لقب "العلماء" على حفنة من رجالها يحفظون بعض كتب قديمة، يقدسون مؤلفيها من البشر، ويعتقدون أنها العلم الصرف، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وكم آلمنا أن يطلق لفظ "العالم" على أهل الرواية لا أهل الدراية، وعلى الحفظة لا على الفاهمين الناقدين المبدعين". ويستطرد "ظهرت هذه الشخصيات، وكم كانت حاجة الناس إليها، ليعرفوا أن تاريخ الإسلام غني بشخصيات أعظم بكثير من هؤلاء الحفظة المنغلقين، الذي يركزون على المنظر لا المخبر، والمظهر لا الجوهر، إنهم هؤلاء الذين حبسوا الإسلام العظيم في مجموعة من الأمور الشكلية العابرة، وهاهو هذا الكتاب يضعهم في حجمهم الطبيعي، دون أن يذكر ذلك صراحة". وهذا هو الكتاب الخامس والعشرين لمؤلفه، وهي عبارة عن ثمانية أعمال روائية وقصصية وقصة للأطفال وستة عشر كتابا في علم الاجتماع السياسي والنقد الأدبي والتصوف، حاز الكاتب جوائز عن بعضها في مقدمتها جائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية، وجائزة الشيخ زايد للكتاب في التنمية وبناء الدولة، وجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في القصة القصيرة