لم تكن إقالة الأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا من تدريب الوصل مفاجئة، ذلك أن النتائج التي حققها في الموسم الأول لم تكن على قدر طموحات النادي الذي يعتبر أعضاؤه أن المدرب "لم يقدم الإضافة الفنية المطلوبة". وكان مارادونا أقيل كذلك قبل عامين من منصبه كمدرب لمنتخب الأرجنتين بعد الخسارة الثقيلة بأربعة أهداف نظيفة أمام ألمانيا في ربع نهائي مونديال جنوب إفريقيا 2010.
أسباب الإقالة، سواء من الوصل، أو من منتخب التانجو، كانت "عدم القناعة الفنية" بقيادة مارادونا، والنتائج الضعيفة التي تحققت، حتى أن البعض تطرقوا إلى سوء الإدارة الفنية للمباريات، من خلال أسلوب اللعب والتبديلات والتعامل مع المجريات.
بإقالة مارادونا على هذا النحو تأكدت مجددا المسافة الشاسعة التي تفصل نجم تألق في الملاعب عن مدرب وصف من قبل كثيرين بالمتواضع.
واستعاد تاريخ كرة القدم مشهدا مألوفا لنجوم صنعت أساطير بالتألق فوق العشب الأخضر، ثم خفت نجمها حين تحولت إلى عالم التدريب.
أسماء شهيرة لم يكن مارادونا أبرزها وإن كان آخرها، فقبله تابع عشاق كرة القدم قصة نجم مثل الفرنسي ميشيل بلاتيني، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، اليويفا.
وسيرة بلاتيني في الملاعب غنية عن التعريف، إذ يعد لاعب الوسط أحد أبرز نجوم الكرة، وهو أمضى أفضل سنوات حياته متألقا رفقة فريق يوفنتوس الإيطالي، ونال معه لقب بطولة أوروبا.
كما تألق بلاتيني كذلك مع منتخب بلاده، وحصل مع منتخب الديوك على لقب أمم أوروبا 1984، في نسخة يذكرها العالم باعتبارها بطولة بلاتيني، الذي تألق خلالها، وحاز لقب الهداف.
لكن النجم الموهوب، خاض بعد اعتزاله تجربة تدريب يمكن أن توصف بالمريرة.
وقاد منتخب فرنسا في نهائيات أمم أوروبا 1992 إلى كارثة مروعة بعدما أخفق الفريق في العبور حتى إلى الدور الثاني للبطولة، ليسدل بلاتيني الستار نهائيا عن مسيرة تدريبية لم تزد عن 4 سنوات.
نجم شهير آخر هو الهولندي رود خوليت تألق في الملاعب رفقة عدة أندية أبرزها ميلان الإيطالي ومع منتخب بلاده، لكن تجربته التدريبية إجمالا لا يمكن وصفها بالناجحة.
وانطلق خوليت في عالم التدريب عام 1996 ليقود فريق تشيلسي الإنجليزي، لمدة عامين حقق خلالها لقبا يتيما هو كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1997.
لكنه عجز بعدها عن تحقيق أي إنجاز آخر، وتنقل بين عدة أندية، حتى استقر به المقام حاليا في نادي شيشاني مغمور هو تيريك غروزني.
الإيطالي الشهير دينو زوف، أكبر لاعب سنا يتوج بلقب المونديال، خاض بعد اعتزاله في سن الواحدة والأربعين مسيرة تدريبية طويلة بدأت مع يوفنتوس حيث أحرز لقبين فحسب هما كأس إيطاليا وكاس الاتحاد الأوروبي عام 1989.
لكن زوف عجز بعد ذلك وعبر أكثر من 15 عاما عن التتويج بأي من الألقاب الكبرى سواء مع فريق السيدة العجوز، أو مع أندية لاتسيو وفيورنتينا، أو حتى مع منتخب إيطاليا ليعتزل التدريب عام 2006 من دون بصمة تدريبية حقيقية.
وعلى النحو ذاته يمكن الإشارة إلى نجمين مثل الألماني يورغن كلینزمان، والهولندي ماركو فان باستن، وكلاهما انطلق بقوة في عالم التدريب مع منتخبي بلادهما، لكن من دون تحقيق إنجاز بارز، قبل أن يخفت بريقهما حاليا.
أما الهولندي فرانك ريكارد فلم يصادف النجاح سوى مع الفريق الذهبي لبرشلونة الإسباني ومن خلال تشكيلة مدججة بالنجوم، وهو يعاني حاليا كمدرب للمنتخب السعودي.
وبالمثل رحل النجم البرازيلي دونغا بعد إخفاقه في قيادة منتخب السامبا إلى إنجاز في مونديال 2010 وهو من وقتها لم يعثر على فريق يتولى قيادته.
كما أخفق الألماني الشهير لوثار ماتیوس في قيادة منتخب بلغاريا، وأقیل من منصبه عام 2011.
في المقابل تبرز مفارقة تؤكد أن معظم المدربين المتألقين حاليا، لم يكونوا أبدا نجوما بالمعنى الحرفي للكلمة وقت ممارستهم للعبة.
وينطبق ذلك على السير أليكس فيرغسون، المدرب الاسطوري لمانشستر يونايتد، وعلى الفرنسي أرسين فينغر صانع نجاحات آرسنال الإنجليزي في العصر الحديث، وكلاهما لم يوصف أبدا بالنجم السوبر.
كما يظل اسم مدرب ريال مدريد جوزيه مورينيو مغمورا كلاعب، لكنه يعد في نظر كثيرين أفضل مدربي العالم حاليا