عندما قامت شركة لامبورجيني بكشف النقاب عن النموذج Urus الاختباري خلال فعاليات معرض بكين الدولي للسيارات مؤخراً، فإنها لم تكن المرة الأولى التي تقدم فيها موديلاً للأراضي الوعرة، حيث سبحت الشركة الإيطالية ضد التيار من قبل وقدمت قبل 30 عاماً أيقونتها LM002 الخالدة. وقد بدأت قصة هذه السيارة، التي تعرف باسم «رامبو لامبو» قبل ذلك بفترة، حيث ساهمت شركة لامبورجيني عام 1977 في تطوير النموذج الاختباريCheetah وذلك من أجل المشاركة في مناقصة للجيش الأمريكي لتصنيع سيارات الدفع الرباعي. غير أن المشروع العسكري (LM) لشركة لامبورجيني لم يُكتب له النجاح، حيث كانت هذه المناقصة من نصيب السيارة إيه إم جنرال HMMWV، التي عرفت باسم Hummer فيما بعد.
وبعد ذلك بسنوات قليلة، قامت شركة لامبورجيني بإعادة صياغة هذه الفكرة من جديد، وقدمت نسخة مطورة من السيارةCheetah الاختبارية، واحتفلت بالإطلالة الأولى لسيارتها LM002 الجديدة خلال مشاركتها في فعاليات معرض جنيف الدولي للسيارات في فصل الربيع عام 1982.
وبدلاً من المحرك ثماني الأسطوانات اعتمدت الشركة الإيطالية في أيقونتها الجديدة على محرك مكون من 12 أسطوانة مستمد من سيارتهاCountach. وقد تم تسليم أول سيارة من هذا الطراز الجديد إلى الملك الحسن الثاني في المغرب خلال عام 1984. كما تضم قائمة أصحاب هذه السيارة الفاخرة العديد من المشاهير والنجوم العالميين مثل سلطان بروناوي وسلفستر ستالوني.
وتميزت السيارة LM002، التي تحمل بصمات المصمم باجاني هوراسيو، بلغة تصميمية حادة الزوايا، كما طغى الطابع النقائي أيضاً على تصميم مقصورة السيارة الضيقة التي تسع لاستيعاب أربعة ركاب فقط، ويفصل الكونسول الأوسط بين مقعد السائق والراكب الأمامي، ويتخذ هذا الكونسول الأوسط شكل اثنين من صناديق المشروبات، والمركب عليه ذراع تعشيق صغير في غلاف جلدي.
وتزخر مقصورة السيارة بمجموعة من المفاتيح التي تم تجميعها في لوحة خشبية بتصميم أنيق وبسيط، ومنها على سبيل المثال أزرار الهاتف. ويبرز من أرضية السيارة اثنان من أذرع الاستعمال الأخرى الخاصة بنظام الدفع الرباعي وتعزيز القيادة في الأراضي الوعرة. بالإضافة إلى لوحات ملونة توضح كيف يقوم نظام الدفع الرباعي، المستمد من أحد الجرارات، بتوزيع قوة المحرك على العجلات.
وأوضح خبراء السيارات أن البذخ والترف المبالغ فيه كان هو السمة الغالبة على السيارة LM002؛ حيث كانت لامبورجيني أول شركة تقوم آنذاك بتجهيز سيارتها الوحيدة للأراضي الوعرة بمحرك بنزين مكون من 12 أسطوانة، وبالتالي فإن هذا المحرك الجبار بسعة 2ر5 لتر وقوة 326 كيلووات/444 حصان كان يدفع هذه السيارة بوزنها البالغ 7ر2 طن بمنتهى السهولة على الأراضي الوعرة.
وبفضل هذه القوة الحصانية الهائلة فإن السيارة كانت تنطلق من الثبات حتى تصل إلى سرعة 100 كلم/ساعة في غضون ثمان ثوان، كما أن سرعتها القصوى تزيد على 200 كلم/ساعة.
وللانطلاق بمثل هذه السرعة الكبيرة على الطرق الممهدة فإن السائق يحتاج إلى يد ثابتة على المقود وعين حادة كالصقر لمتابعة الطريق وما يدور حول السيارة، بالإضافة إلى التحلي بقدر كبير من الشجاعة والإقدام؛ نظراً لصعوبة السيطرة على هذه القوة الجامحة عند توجيه السيارة.
وتنص نشرة المواصفات الفنية للسيارة LM002 على أنها تحتاج إلى أكثر من 30 لتر من الوقود لقطع مسافة 100 كيلومتر، غير أن اختبارات السيارات في تلك الفترة أوضحت أن معدل استهلاك السيارة الفعلي كان يتراوح من 40 إلى 50 لتر/100 كلم، ولا عجب في ذلك فقد قامت الشركة الإيطالية بتجهيز السيارة بخزان وقود يسع لحوالي 400 لتر.
ونظراً لأن حقبة الثمانينيات من القرن الماضي لم تشهد إقبالاً كبيراً على السيارات الرياضية المخصصة للأراضي الوعرة، كما أن هذه الفئة لم تكن قد شهدت بعد ظهور الموديلات الشهيرة، مثل بي إم دبليو X6 وبورش Cayenne ومرسيدس ML 63 AMG. لذلك فقد انطفأ وهج السيارة LM002 بنفس سرعة انتشارها.
وتبلغ تكلفة هذه السيارة اليوم على شبكة الإنترنت حوالي 102 ألف دولاراً أمريكياً. وتجدر الإشارة إلى أن شركة لامبورجيني قامت بإنتاج 301 نسخة من السيارةLM002 خلال ست سنوات فقط.