ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن حدة التوترات بمنطقة الخليج آخذة في التصاعد نظرا لتعمد إيرانوالولاياتالمتحدة رفع مستوى المخاطر العسكرية بالمنطقة، بينما يجلس ممثلو إيران والقوى الغربية في مدينة إسطنبول التركية لإجراء محادثات نووية جديدة على مستوى الخبراء أملا في إيجاد حل للبرنامج النووي الإيراني. وأشارت الصحيفة في سياق تقرير نشرته اليوم علي موقعها الإلكتروني إلى أن الولاياتالمتحدة زادت حجم تواجدها العسكري بالمنطقة من خلال مضاعفة إعداد كاسحات الألغام بالمنطقة ونشر عدد من طائرات الشبح العملاقة من أجل ردع أي محاولات إيرانية لإغلاق مضيق هرمز.
ورأت الصحيفة أن هدف محادثات اسطنبول هذه المرة يكمن ظاهريا في معرفة ما إذا كانت العوائق العلمية في البرنامج النووي الإيراني هي التي تحول دون التوصل إلى تسوية تامة في هذا الصدد، حيث نقلت عن أحد الدبلوماسيين الأوروبيين قوله "إن الخبراء الدوليين عزموا في هذه المحادثات على إيضاح موقفنا والرد على الأسئلة الإيرانية حول المسائل التقنية المتعلقة بالبرنامج النووي".
وأوضحت أن بريطانيا أرسلت دبلوماسيا بارزا لحضور محادثات اسطنبول كي ينقل لبلاده ما إذا كان قد حدث تغيير في الموقف الإيراني على المشهد السياسي في ظل تفعيل العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على قطاع النفط الإيراني.
وأشارت صحيفة "الجارديان" إلي أن طهران نفسها، وليست محادثات اسطنبول، هي التي بعثت بإشارات تعكس صعوبة موقفها بعد فرض العقوبات النفطية الجديدة، وذلك بعدما طلب البرلمان الإيراني عقد جلسة لمناقشة مشروع قانون حول إغلاق مضيق هرمز وإعاقة عدد من ناقلات النفط بالخليج، إلى جانب ظهور بوادر حول احتمالية الإعلان عن شروع إيران في تخصيب اليورانيوم بمعدل أعلى.
وفيما يخص تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)الكولونيل جاك ميلر قوله "إن الولاياتالمتحدة تشدد على ضرورة إبقاء مضيق هرمز مفتوحا، فهو - بمقتضى القانون الدولي - يعد مضيقا دوليا لذا فإن حق المرور العابر هو أمر مكفول لجميع السفن الدولية".
وكانت وحدات تابعة للقوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني قد بدأت مناورات صاروخية الأسبوع الجاري استخدمت فيها عشرات من مختلف أنواع الصواريخ منها (شهاب 1 و 2 و 3) و"فاتح" و"تندر" و"زلزال" و"الخليج الفارسي" و"قيام" بهدف اختبار قدرات الصواريخ أرض-أرض الإيرانية.
واختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها بإلقاء الضوء على اللهجة الشديدة التي عكست الهدف من وراء نشر الولاياتالمتحدة كاسحات ألغام بمنطقة الخليج، حيث نقلت عن مسئول أمريكي رفيع المستوى -رفض الكشف عن هويته- قوله "إن الرسالة من وراء هذه الخطوة توجه إلى إيران وتحذرها من التفكير في إغلاق مضيق هرمز".