الجزائر: دعت الجزائرية الدكتورة خولة طالب الإبراهيمي، إلى التفتح على كل لغات العالم، خاصة المتوسطية منها، حتى نجمع روافد ثقافتنا وتراثنا الذي شاركت فيه شعوب هذه الدول. ووفقا لصحيفة "الخبر" الجزائرية أكدت د. خولة في حديثها عن اللغة الفرنسية وصراع النخب المعرّبة والمفرنسة، في محاضرة بجامعة الجزائر، على أن اللغة الفرنسية انتشرت في الجزائر بعد الاستقلال وليس أثناء الاحتلال، لأن الجزائريين رفضوها لعقود. واستشهدت بمقولة مصطفى لشرف أن اللغة الفرنسية هي لغة الخبز والدنيا واللغة العربية هي لغة الآخرة، لأنها انحصرت في العلوم الدينية والتراث، كما أن العمل والبحث كان في بداية الاستقلال بالفرنسية، التي تأصلت في الإدارة والاقتصاد، حيث أوضحت أن القوانين لم تغير هذا الواقع، في إشارة منها إلى قانون التعريب، ثم قانون تعميم استعمال اللغة العربية، الذي بقي نظريا فقط. من جهة أخرى أشارت د. خولة إلى أن عدم إقبال الطلبة على تعلم اللغة الأمازيغية، يدخل ضمن هذا الإشكال، فهي لا تقدم حسب الكثير من الطلبة، فرص التقدم إلى الأمام، سواء في البحث أو العمل، مؤكدة أن تطوير اللغة العربية يأتي عن طريق الإنتاج فقط، سواء الفكري أو العلمي والثقافي. وتضيف أنه بدون ذلك تبقى العربية غريبة في عقر دارها، متأسفة كون العالم العربي بقي متأخرا في هذا المجال، وليست الجزائر الوحيدة المعنية بهذه الإشكالية، مشيرة إلى تقارير المنظمات الدولية حول الإنتاج الفكري العربي، الذي لا يتعدى في مجمله إنتاج دولة واحدة كاسبانيا. وترى المحاضرة أن هناك ثلاث روافد للنهوض باللغة العربية، هي التعليم المبني على التفكير والفكر النقدي المؤسس، ثم الإنتاج الراقي بهذه اللغة وأخيرا الترجمة، حتى لا تبقى اللغة في معزل عن التطور الذي تعرفه العلوم في العصر الحديث، لتصبح النظريات الحديثة أداة لتطوير اللغة الأم وليس حصرها. ودعت في هذا الإطار إلى التفتح على لغات العالم الاسبانية، الايطالية، الانجليزية وغيرها، نظرا إلى الامتداد التاريخي للتراث والثقافة الجزائرية إلى هذه الدول. واختتمت حديثها مذكرة بالشعوب والحضارات التي مرت على الجزائر وتركت بصماتها في تراثها، كالوجود الاسباني والروماني والعثماني، بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية المتنامية مع دول شرق آسيا كالصين وإيران.