الدوحة: اختتم مساء الخميس المؤتمر السادس للرحالة العرب والمسلمين تحت عنوان "العرب بين البحر والصحراء" الذي أقيم في الحي الثقافي بدار الأوبرا، بالتعاون بين المركز العربي للأدب الجغرافي والحي الثقافي كاتارا. وكان المحور الأساسي في المؤتمر هو الرحالة العربي ابن بطوطة، فيما ناقش 85 باحثًا محاور أخرى منها محور الرحلات الحجازية، التي وصفها نوري الجراح مدير مركز ارتياد الآفاق والمشرف على فعاليات المؤتمر بأنها هي التي اسست لانطلاق تراث الرحلات العربية المسلمة، كما ناقش المؤتمرون الرحلات المعاصرة. ووفق صحيفة "الوطن" القطرية حضر الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري الاحتفال الختامي، وبربروزا مارسيل مدير الحي الثقافي بالانابة، ووزعت الجوائز التكريمية على مجموعة من الأساتذة الذين قدموا للإنسانية جهدا مقدرا في بحث الأدب الجغرافي وخصوصا العالم الذي جابه ابن بطوطة ووصل إلينا بعد 700 سنة مدونًا في كتاب "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، وما زال حيويًا يحظى بالقراءة والاستنباط ويحقق الفائدة في غير مجال علمي كالتاريخ ودراسة المجتمعات والأعراق، وترجم كتاب "تحفة النظار" إلى ما يقرب 50 لغة. وضمت قائمة الأسماء المكرمة المستشرق الصيني لي قوانجبين رئيس مركز ابن بطوطة لخدمة الترجمة والبحوث وسلمى الخضراء الجيوسي، والمترجم الإيراني محمد علي موحد والتركي عبد السعيد آيقوت. كما كرم الكواري الكاتب السوداني صديق المجتبى ومن المغرب وزير الثقافة الأسبق محمد الأشعري والمؤرخ المخضرم عبد الهادي التازي والرحالة والمخرج البريطاني تيم ماكنتوش-سميث الذي قدم في المؤتمر فيلما وثائقيا تتبع فيه رحلة ابن ابن بطوطة من طنجة حتى مدن عديدة في الهند وسريلانكا وأخرى في الصين ومن الطريف أن ماكنتوش البريطاني نسب إلى اليمن ضمن قائمة التكريم، وهو يعيش فيها منذ 20 عامًا، والذي شارك في المؤتمر بفيلم تسجيلي يتقصى فيه رحلة ابن بطوطة من المغرب إلى الهند. وقدم الكواري للمكرمين تمثالًا من البرونز يمثل ابن بطوطة صممه النحات السوري المقيم في غرناطة عاصم الباشا. وألقى نوري الجراح توصيات البيان الختامي للمؤتمر ونصت على: إهداء أعمال الندوة إلى روح الشاعر الفقيد جمال ملحم، وتثمين خطة المركز في مواصلة الانفتاح الثقافي على الشرق الأقصى وآسيا الوسطة واستقطاب شتى انواه الدعم المادي والمعنوي لحض المركز على مواصلة هذه الخطة. ومنها أيضا متابعة الاتصالات في كل من ايران وتركيا وماليزيا والهند والصين والبوسنة لترتيب عقد المؤتمر المقبل، وإنشاء كرسي لأدب الرحلة في جامعة قطر ابتداء لتأسيس هذا الكرسي في بقية الجامعات، والتوسع في شبكة العلاقات الثقافية مع هيئات ومؤسسات علمية وأكاديمية ذات الاهتمام المشترك من خلال الندوات والملتقيات التي تعقد في البلاد العربية والأجنبية، وإخراج النصوص المحققة والابداعية إلى المركز في أقرب فرصة ممكنة وإنتاج كتب رحلية مسموعة لليافعين والكبار، وتوسيع لجنة تحكيم البحوث والأعمال المقدمة للنشر في المركز من أجل الحفاظ على سمعته الأكاديمية والعلمية، وغيرها من التوصيات. ووزعت في الحفل جوائز ابن بطوطة لأدب الرحلة في مجالات "تحقيق الرحلات" و"الدراسات في أدب الرحلة"، "الرحلة المعاصرة" و"اليوميات".