أكد تقرير حالة الحريات الصحفية في العالم العربي ( في أحضان الثورة) أن وسائل الإعلام في العالم العربي على اختلاف توجهاتها وأنماطها لعبت دورا مهما في التمهيد لثورات الربيع العربي.. مشيرا إلى أن هذه الوسائل خاصة غير المملوكة للدولة او المدعومة من النظم السياسية العربية القائمة لعبت أدوارا هائلة بدرجات متباينة فى كشف فساد بعض أنظمة الحكم القائمة وفى إدانة أوجه ومظاهر انتهاكاتها لحقوق الإنسان والشعوب العربية. وأشار التقرير الذي تم إطلاقه اليوم - خلال مؤتمر صحفي حضره الأستاذ إبراهيم نافع رئيس اتحاد الصحفيين العرب والأستاذ مكرم محمد احمد والأستاذ محيى الدين التتاوى نقيب الصحفيين بالسودان والسيد عبد الوهاب الزغيلات رئيس اللجنة الدائمة للحريات بالاتحاد -إلى أن وسائل الإعلام العربية مارست ولاختزال دورا رقابيا ونقديا متميزا على أداء كافة مؤسسات الدولة وهيئاتها وكشف أوجه الفساد والانحرافات بها فى محاولة منها لتطهير مجتمعاتها وتطويرها والنهوض بها وكذلك فى محاولة منها لتشكيل رأى عام واعي ومستنير بقضايا مجتمعه ذلك الرأي الذي كان بمثابة الجذوة التي انطلقت منها شرارة الثورة فى معظم الدول العربية.
وأضاف التقرير أن هناك تيارا أخر من الصحفيين العاملين فى وسائل الإعلام المملوكة للدول والمدعومة من النظم السياسية قد مارس عمله و واجبه المهني بشكل مستقل عن هيمنة السلطة السياسية فى كثير من الحالات وارتضى لنفسه أن يمارس دورا مهنيا ونقديا حتى لو جاء على مصلحته الخاصة وحساباته الضيقة .. مشيرا إلى أن هذا التيار أسهم بما قدمه وكتبه وفجره من إشكاليات وقضايا وملفات للتمهيد لهذه الثورات والمشاركة فى أدارة حلقاتها وهو تيار لا يمكن إنكاره وتجاهله حتى لو بدى ضعيفا او محدودا نتيجة الاعتبارات السياسية والإدارية المعروفة.
وثمن التقرير دور وسائل الإعلام الالكترونية خاصة شبكات التواصل الاجتماعي التي لعبت دورا مهما للتمهيد لربيع الثورات العربية وفى المشاركة فى تفجيرها وإدارة فصولها وحلقاتها خاصة أن هذه الوسائل أكثر ارتباطا بالأجيال الجديدة من الشباب العربي الذين فجروا شرارة الثورة فى معظم الأقطار العربية والذين يبلعون ألان الدور الرئيسي فى محاولة استكمال فصولها وتفعيل أهدافها وشعاراتها على المستوى الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف التقرير أن مساحات الحرية التي تتمتع بها الانترنت والوسائل الالكترونية المستحدثة خاصة المدونات وشبكات التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل كبير فى تمكين الشباب وجميع المستخدمين من الفئات العمرية المختلفة من أدارة نقاش سياسي عبر الفضاء الالكتروني أسهم بدرجة ملحوظة فى خلق مجال عام أدى فى النهاية إلى النهوض بالمشاركة السياسية والمجتمعية بعد سنوات من القمع والتضييق والمحاصرة.