افتتح الدكتور صبري الربيحات وزير الثقافة الأردني في مركز الحسين الثقافي معرض "القدس بين الماضي والحاضر" الذي أقامه اتحاد المصورين العرب في أوروبا وضم أكثر من مئة صورة تناولت تاريخ القدس منذ القرن الثامن عشر. وتظهر تلك المجموعة الصور التاريخية حضارة تلك المدينة المقدسة وعراقتها كمركز متوسط بين القارات ومهد الديانات والبقعة الأقرب إلى السماء، وقبلة الأنبياء علي مر العصور لتكتسب مكانتها العريقة في قلوب أصحاب الديانات المختلفة. وأعرب رئيس اتحاد المصورين العرب فتحي أبو الطبول عن سعادته بإقامة هذا المعرض، مؤكدا أنه يوجه رسالة من خلال تلك الصور ومصدرها وتاريخها إلى الغرب حول معاناة القدس وهمجية سلطات الاحتلال الصهيوني ضد أبناء القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وأوضح ابو الطبول أن اتحاد المصورين العرب يسعي إلى التوسع إعلاميا للتعريف بالثقافة والحضارة والفنون العربية من خلال التبادل الفني والثقافي وبناء التعاون المشترك ومد جسور الصداقة بين المصورين والفنانين العرب والأوروبيين. وأضاف أن المعرض يحمل مئة صورة فقط من أصل 400 صورة، مشيرا إلي أن موقع اتحاد المصورين العرب الالكتروني قد زاره أكثر من 180 ألف زائر، ويقيم اتحاد المصورين العرب معرضه القادم في سفينة تطوف البحر المتوسط ويحمل عنوان "حول البحر المتوسط". وتناولت الصور التي حواها المعرض جوانب من الحياة الاجتماعية في المدينةالمحتلة، فرصدت المرأة الريفية وهي تطحن القمح، وأخري تكشف عن دور المرأة الفلسطينية في مساعدة زوجها في بناء الأسرة وتوفير المياه الصالحة للشرب رغم المعاناة والعقبات. وتظهر احدي الصور مشهد إعدام شهداء الثلاثية الحمراء محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير، كما تفضح ممارسات جنود الاحتلال أمام الحرم الأقصى وأعمال القمع البربرية ضد أبناء الأرض وأصحاب الحق مناضلي الشعب الفلسطيني. ومن جانبه أوضح الدكتور صبري الربيحات أن المعرض تتكلم فيه اللوحة الأولى التي تشير إلى مكانة القدس بين الحضارات كمتوسط العالم، والصورة الأخيرة في المعرض تظهر المشهد المأساوي لجنود الاحتلال وهم يمارسون الغطرسة على أبناء الشعب الفلسطيني. وأثني الربيحات علي الوفد الثقافي الذي عاد من فلسطين بعد مشاركته في احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009، مشددا علي أن الصور تعرض عيون الفلسطينيين وهي تهزأ بجنود الاحتلال والتي تعبر في طياتها أن الاحتلال إلي زوال والقدس دائما ما كانت تحرر بعد احتلالها. وتكشف الصور أن القوات الصهيونية والعصابات الهمجية في عام 46 كان منظمة ومدعومة من قوات الاستعمار البريطاني، فيما عاني الجيش العربي من نقص السلاح و تبعات الحرب العالمية الثانية علي الحكام العرب. وشدد الوزير الثقافة علي ضرورة أهمية تعامل الأجيال القادمة مع الاحتلال علي أنه إلي زوال والقدس ستبقي عربية وستبقى تتحدي الآلة الصهيونية بعراقتها وتراثها وثقافتها وصمودها وكبريائها الوطني والقومي، وطالب اتحاد المصورين بالتعاون مع وزارة الثقافة لعرض الصور مع الشروحات الدالة للتعريف بالمدينة المقدسة.