قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" أن الجانب الفلسطيني على استعداد لنيل صفة دولة غير عضو (مراقب) في الأممالمتحدة على غرار الفاتيكان. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده أبو مازن اليوم "الجمعة" بقصر الاليزيه بباريس مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بعد جلسة مباحثاتهما الأولى منذ تولى الأخير مقاليد الحكم في البلاد الشهر الماضي.
وأضاف أبو مازن قائلا :"سنتوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب الإعتراف والحصول على صفة دولة غير عضو على غرار الفاتيكان وسويسرا فى حالة عدم استئناف المفاوضات مع إسرائيل"..موضحا أن "الكرة اليوم في ملعب رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو".
وأوضح أن الفلسطينيين سيسلكون هذا الطريق "إذا لم تنجح كافة المحاولات لإستئناف المفاوضات"..مشيرا إلى أن الجانب الفلسطيني توجه قبل ذلك لمجلس الأمن الدولي ولكنن مع الآسف لم نحصل على الأصوات اللازمة".
وأعترف الرئيس الفلسطيني بوجود عراقيل عدة على الطريق..وشدد على أن"وقف الاستيطان شرط لإستئناف المفاوضات مع إسرائيل".
وأوضح أن هذا الأمر ليس شرطا جديدا يطرحه الفلسطينيون ولكن منصوص عليه في الاتفاقات والمعاهدات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلى.
ومن جانبه أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن باريس تبذل كافة الجهود للقيام ب"دور مفيد" لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل "السبيل الوحيد للإعتراف بالدولة الفلسطينية".
وقال أولاند :"إننا اليوم ينبغي أن نقوم بكل شيء من أجل الإعتراف بالدولة الفلسطينية عن طريق مسيرة المفاوضات"..مضيفا أن ما ينتظره الآن الفلسطينيون "ليس إعلان الدولة ولكن الإعتراف بها بعد عملية المفاوضات والتوصل إلى إتفاق للسلام".
وأضاف "ليس بإستطاعتنا أن نقوم إلا بالعمل على تسهيل المفاوضات بين الجانبين"..مشيرا إلى أن فرنسا تتمتع بعلاقات وثيقة مع إسرائيل وكذلك مع السلطة الوطنية الفلسطينية وهو ما سنستفيد منه من أجل تسهيل إستئناف الحوار فيما بينهما.
وذكر أولاند انه التقى خلال اليومين الماضيين بيعقوب عميدرور مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلى لشئون الأمن القومي.
وأوضح الرئيس الفرنسي أن موقف بلاده يرتكز على أن تقوم بدور "مفيد يكفل الأمن للجانبين ويضمن للإسرائيليين أن يعيشوا في سلام على أراضيهم ..كما يضمن للفلسطينيين الإعتراف بدولتهم في ختام المفاوضات بين الجانبين".
وفيما يتعلق بالدعوة التي وجهها له الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لزيارة الاراضى الفلسطينية..قال أولاند انه يعتزم القيام بزيارة للشرق الأوسط في أقرب فرصة وزيارة الاراضى الفلسطينية وإسرائيل.
وردا على أسئلة الصحفيين..أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أن الجانب الفلسطيني يصر على المفاوضات مع إسرائيل "ولكن مؤخرا لم نتمكن من إقناع الإسرائيليين بتجميد الاستيطان".
وأضاف أبو مازن خلال مؤتمره الصحفي المشترك بباريس مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند "لقد أبلغنا الجانب الاسرائيلى انه إذا ما واقف على الإفراج عن الأسرى (الفلسطينيين) وسمح بوصول الأسلحة للشرطة الفلسطينية..فإننا مستعدون للجلوس على المائدة "..مشددا على انه يصر على حل قضية الأسرى التي تعد "حساسة للغاية".
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن المئات من المعتقلين يضربون عن الطعام وكذلك الآلاف من الفلسطينيين كذلك بالإضافة إلى لاعبي كرة القدم محمود الساراك وأكرم ريخاوى المعتقلين الإداريين.
وقال أبو مازن إن فرنسا اعترفت بعضوية فلسطين لدى اليونسكو في أكتوبر الماضي "وحان الوقت الآن لأن تعترف أيضا بالدولة الفلسطينية".مؤكدا أن المساعي الفلسطينية للإعتراف بالدولة "لا تهدف إلى عزل إسرائيل أو إفقادها شرعيتها.
ولكننا نريد التعايش مع إسرائيل ونرفض أيضا سياستها الاستيطانية.
وفيما يتعلق بأسلحة الشرطة الفلسطينية..أكد الرئيس الفرنسي أولاند انه "من الطبيعي أن يعبر الإسرائيليون عن قلقهم..ويحصلون على ضمانات". وحول موقف فرنسا من أعمال الاستيطان الإسرائيلية. أكد أولاند أن باريس تطالب دوما بتجميد الأنشطة الاستيطانية..مشيرا إلى أن باريس ستعمل على إقناع الجانب الاسرائيلى من أجل استئناف المفاوضات.
وبالنسبة للعلاقات الفرنسية-الفلسطينية..أوضح الرئيس الفرنسي أن بلاده ترغب في توثيق الروابط "كما سننظم لقاءا وزاريا بهدف دعم العلاقات بين باريس والسلطة الفلسطينية".