ريشة رضا عبدالرحمن تنقل برديات سلماوي لعالم المشاهدة محيط – رهام محمود بردية القلادة التي انفرطت في معرضه الأخير تناول الفن المصري القديم من خلال عشر برديات للأديب الكبير محمد سلماوي، ومنح الفنان الدكتور رضا عبدالرحمن معرضه الجديد اسم "ناس من حولي2" وقد حظى بترحيب جماهيري ونقدي كبير حينما عرض بمركز الإسكندرية للإبداع منذ شهور وأعيد عرضه بمركز الجزيرة للفنون مؤخرا ، وخاصة أنه جاء حصيلة عمل دؤوب استغرق من صاحبه نحو أربع سنوات. يقول الفنان عن هذه التجربة: فكرة المعرض جاءتني حينما قرأت مجموعة من قصص لمحمد سلماوي نشرها في جريدة المصري اليوم، فعندما قرأت أول قصة وجدت أنها قريبة من المساحة الإبداعية التي أعمل عليها في المصري القديم، فاتصلت به كي يسمح لي برسم هذه البرديات التي كنت بدأت رسمها بالفعل، فوافق بسرور، وبدأت بعد ذلك التعامل مع البرديات وكنت أنتظر كل واحدة منها حينما تنشر، حيث أنها كانت تنشر مرتين في الأسبوع. رضا عبد الرحمن يضيف عبد الرحمن في حديثه ل"محيط" : تحمس سلماوي بعد ذلك للفكرة حينما زارني وشاهد الأعمال بمرسمي، واقترح أننا لابد وأن نطبع كتابا مشتركا يحمل كتابات سلماوي وصور للوحاتي، وبالفعل اعددنا الكتاب، وسوف ينشر باللغة العربية والفرنسية في يوم 26 مايو الجاري - آخر يوم بالمعرض - وسنقيم له حفل توقيع في مركز الجزيرة، كما سنعقد ندوة سيحاضر بها معي أنا وسلماوي الناقد التشكيلي محمد كمال والناقدة الأدبية فاطمة ناعوت. اندمج الفنان في مصريته الأصيلة، كما سلماوي في كتابة بردياته، فظهر نتاج عمل إبداعي ثنائي بين أديب وتشكيلي يمتلك كل منهما خبرات عريضة بمجاله . هذا النص البصري الذي تناوله د. رضا عبد الرحمن يبدو وكأنه أساطير مصورة من المصري القديم، برع في صياغتها في بنائيات جديدة محكمة، مغايرة لأعماله السابقة والتي قدم من خلالها الأشخاص في أوضاعهم المختلفة، وبخاصة المرأة بطلة كثير من لوحاته . دماء ونبيذ في عصر الثورة اللوحات في المعرض الجديد تميزت بألوانها الثرية الدالة عن موضوع اللوحة، ونضج الفكرة بوجدانه ؛ فهو لم يتقيد بمجموعة لونية بعينها، بل ترك نفسه ليعايش في كل لوحة حالة جديدة، بموضوعها وألوانها وتكوينها الخاص ليحاكي بها بردية من برديات سلماوي، فتظهر كل منها بحس عميق وكأنه يرسم كلمات سلماوي ويعبر عنها بالريشة والألوان. صورت اللوحات بعض شخصيات المصري القديم بأوضاع أجسادهم وحركاتها المعروفة والمختلفة، والتي تصور في أغلب أعمالهم النصف العلوي من الجسد في وضع أمامي، بينما يكون باقي الجسد وبخاصة "الوجه" في وضع جانبي "بروفيل"، لكن الوجه في بعض لوحات عبد الرحمن ظهر بملامح الشخصيات المصرية العادية، وظل كما هو مصري قديم في البعض الآخر من اللوحات، مستخدما عناصر المصري القديم ورموزه كمفتاح الحياة وزهرة اللوتس وغيرها من العناصر الأخرى، مضيفا إلى بعض شخصياته "الأبطال" رسما تخطيطيا لأشخاص المصري القديم فتملأ أجسادهم، وهذا ما لم يتخلى عنه من أعماله السابقة، وهو أنه دوما ما يملأ لوحاته بالرسم التخطيطي على أجساد الأشخاص، بل ويكيفها لتصبح جزء من ملابس بطل اللوحة سواء كان رجل أو امرأة. ونشاهد .. من وحي بردية زهرة الجمال عشر برديات مصرية ماقاله القمر إن غاب العسكر