علمنا أن بنيامين بني اليعازر وزير البنية التحتية الإسرائيلي السابق وقاتل الأسري المصريين في حرب يونيو اختار عشية كارثة حرب خمسة يونيو من عام 1967م التي نفذ فيها جرائمه بحق جنود وضباط جيشنا لكي يطالب قيادات نافذة بوطننا أن يرتبوا له موعداً لكي يزور صديقه الصدوق السجين محمد حسني مبارك "رئيس مصر المخلوع" حيث يحمل بني اليعازر رسالة أمتنان من قبل ما اسماه بالشعب اليهودي للمخلوع نظراً للخدمات الجليلة التي أداها "مبارك"لما يعرف بدولة إسرائيل علي حد قوله. ووفق دوائر سياسية وإعلامية "إسرائيلية" فإن بني اليعازر أوضح لها أن تل أبيب لن تقف مكتوفة الأيدي وهي تري أهم حليف لها يهان وتمتهن كرامته بهذا الشكل ،وسوف تعمل بكافة السبل مع رئيس مصر المتوقع انتخابه الفريق أحمد شفيق إذا ما فاز في الإنتخابات الرئاسية علي انتزاع قرار منه بالعفو عن مبارك ونجليه،وأشاد بني اليعازر بالفريق شفيق واصفاً إياه بالأمين علي حقبة كامب ديفيد.
وكانت السيدة :سوزان مبارك زارت الرئيس المخلوع أمس بصحبة زوجتي نجليها ،حيث تم السماح لأسرة مبارك بالدخول في قلب سجن مزرعة طره علي غير المتعارف عليه لزيارة المخلوع بالمستشفي الذي يمكث فيه ،ووفق ما ذكرته بوابة الأهرام فإن المخلوع انخرط في البكاء بمجرد أن شاهدهم ،حيث أبلغاه بأن البراءة تنتظره إمام محكمة النقض ولن يبقي في هذا السجن إلي آخر عمره،والأعمار بيد الله طبعاً ،أعمارنا كلنا.
ووفق ما تنامي إلينا من معلومات فإن وزير الداخلية للأسف فصل قراراً خاصا لكي تتمكن زوجة مبارك من زيارته في السجن بعد ثلاثة أيام فقط من حبسه بالمخالفة للوائح السجون، تلك اللوائح التي لاتجيز زيارة المسجون إلا بعد مرور أسبوعين من فترة حبسه، عندما أصدر الوزير قرار بأثر رجعي ينص علي فتح باب الزيارة الاستثنائية بأثر رجعي بمناسبة عيد العمال.
وحول تطورات المعركة الانتخابية الرئاسية ،ولأن العطشان يحلم بالمياه في سوق العيش ،فلقد أهتم الإعلام الصهيوني بموقف أحمد شفيق في الإنتخابات المصرية ،وقالت الصحف الإسرائيلية ومن بينها يديعوت احرانوت أن الحكومة المصرية أعطت تعليمات للعمد والمشايخ ورؤساء المدن والمحافظين وقادة دينيين مسلمين ومسيحيين بالعمل علي نجاح الفريق أحمد شفيق في مواجهة النفوذ القوي للتيار الإسلامي في مصر ،ولكي تضمن المؤسسة العسكرية بمصر التي تقول أنها محايدة بينما تملك بكل خيوط اللعبة تضمن أن لاتخرج السلطة من بين أيديها إلي جماعة الإخوان والتي ستنهي بتأكيد حقبة كامب ديفيد بكل تداعياتها ونتائجها.
وتجيء تلك التطورات في وقت شن فيه الدكتور عصام العريان القيادي الإخوان المعروف هجوما عنيفا بالبرلمان المصري أمس الأول علي أجهزة ودوائر رسمية في الدولة وفي مقدمتها جهاز المخابرات المصري ،وقال العريان أن هذا الجهاز يقود حاليا كل المخططات الرامية الي إعادة إنتاج نظام مبارك وهدم الثورة المصرية ونتائجها ،بيد أن مصدر بالجهاز أبلغنا أن الجهاز لايعنيه إلا أمن مصر القومي وكل مهامه خارجية ،ولا يهتم بأية أمور داخلية طالما لا تضر بهذا الأمن القومي ،مؤكداً تقدير الجهاز لثورة الشعب وحرصه علي نجاحها.
وتلك التطورات تجيء في وقت ظهرت فيه بوادر توحد عام شامل بين الثوار ،وهذا التوحد غير مسبوق منذ تفجر ثورة 25يناير،و يبرز هذا التوحد الثوري المشار إليه من خلال اللقاءات والتفاهمات التي تتم بين الرموز الوطنية والثورية ،والانسجام الذي نراه بين الثوار في التظاهرات والميادين،كما أن هذا التوحد يحدث في وقت وصلت فيه شعبية المرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق إلي الحضيض ،بينما تواصل شعبية دكتور مرسي الارتفاع بسرعة الصاروخ،ولم يعد معه إلا المخبرين والطائفيين وشرائح من الفلول .
ومن جهتنا علي الرغم من كل السلبيات الفائتة والتي يتناقلها العدو والصديق والتي تهدد نزاهة المرحلة الثانية من الإنتخابات الرئاسية ،فإننا لازلنا عند حسن ظننا بمنهاج إخواننا في المجلس الأعلي للقوات المسلحة ،بأنهم علي مسافة واحدة من المرشحين ،وإنهم سيجرون انتخابات نظيفة ونزيهة مائة بالمائة ،وحال تأكدنا من ذلك ،فأننا سنؤيد المرشح الفائز أيا كان، ومهما كان رفضنا له ،وإن كنا سنواصل دعمنا للأساليب القانونية من أجل تطبيق قانون العزل علي من صدر القانون ضدهم ومن بينهم الفريق أحمد شفيق حتي ولو انتخب رئيساً ،لاقدر الله. ******************************** نشيد الجيل الصاعد من ألحان محمد عبد الوهاب [email protected]