حالة من الجدل تسيطر على الأوساط النوبية التي لم تحدد حتى الآن موقفها بوضوح من طرفي جولة الإعادة؛ الدكتور محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة والفريق أحمد شفيق. يقول عاصم فهمى "كنشطاء نوبيين نتعرض لحالة الانقسام التى يتعرض لها المجتمع المصري كله في الاختيار ما بين الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق".
وفي تقرير سابق لوكالة أنباء الشرق الاوسط قدرت الكتلة النوبية ب 5ر2 مليون شخص تقريبا، وقالت الوكالة إن هذه الكتلة ستعطى أصواتها لمرشح رئاسى يتم التوافق عليه فيما بينهم وفقا لحجم دعمه ومساندته لقضيتهم.
وأشار إلى "فريق من النوبيين يرفض "مرسى" استنادا إلى فشل التجربة الإسلامية خلال العقود الماضية فى عدد من الدول التى تسمى ب"الإسلامية" إضافة إلى ضرورة وجود رئيس لا ينتمى للتيار الدينى حتى لا يسيطر فصيل واحد على كل مقاليد السلطة، بعد أن سيطر الإخوان المسلمين على مجلسى الشعب والشورى.
وأشار إلى أن هذا الفريق يستند أيضا إلى أنه فى حال تولى مرسى للرئاسة فانه "سيكون تحت إمرة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وبالتالي فان نجاح مرسى سيكون بمثابة تكرار لتجربة مبارك ومن ثم فان أصحاب هذا الرأى ربما يميلون أكثر لشفيق".
ورغم ذلك كما يشير عاصم فإن هناك فريق آخر يرى ضرورة إعطاء فرصة للتيار الاسلامى فى مصر باعتبار أن الظروف فى مصر قد تختلف عن ظروف الدول الإسلامية الأخرى ومن ثم فقد يكتب لها النجاح إذا تولى مرسى رئاسة الجمهورية.
ويؤكد سمير العربي ناشط نوبى وعضو جمعية المبادرين النوبية أن النوبيين لم يحددوا موقفهم حتى الآن ما بين تأييد مرسى أو شفيق فهناك اختلاف فى وجهات النظر ولكل أسانيده ومبرراته التي يرتكز عليها مشيرا إلى أن هذا الاختلاف ظهر بوضوح أثناء زيارة القيادي الإخوانى عصام العريان للنادي النوبي بعد التصريحات التى نسبت اليه "وجمع فيها النوبيين مع الهكسوس فى خانة الغزاة لمصر حيث رفضت مجموعة من النوبيين دخوله النادي فى حين وافقت مجموعة أخرى من اجل سماع أفكاره ووجهة نظره".
ويضيف سمير "عندما اطلًعنا على مشروع النهضة الخاص بالمرشح مجمد مرسى لم نجد أى إشارة للنوبة التي لم تذكر إطلاقا فى المشروع وهذا ما يثير تساؤلات خاصة أن هناك نائب نوبى بمجلس شعب عن حزب الحرية والعدالة هو جمال فهمى كان من المفترض الرجوع اليه عند وضع المشروع للوقوف على طبيعة القضية النوبية وما يطالب به النوبيون".
ويرى بهاء عبد المتعال ناشط نوبى – "من المستحيل أن يوافق النوبيون على تولى شفيق رئاسة الجمهورية لأنه جزء أساسي من النظام السابق الذي عمل على "تهميش النوبيين وعدم الالتفات الى مطالبهم على مدى الثلاثين عاما الماضية"، مشيرا إلى أنه "إذا جاء شفيق رئيسا للجمهورية فقد يقوم ببعض الإصلاحات الظاهرية إلا أن بؤر الفساد ستظل باقية في الدولة على العكس تماما من مرسى الذي ربما يقوم بتطهير جميع مؤسسات الدولة من الفساد".
ويرى سمير أبو السعود - الناشط النوبى وعضو حملة المرشح السابق خالد على - أن مطالب النوبيين واحدة من أى رئيس قادم لمصر سواء كان "شفيق" أو "مرسى" وهى "العودة إلى أراضينا حول بحيرة السد العالي وتبنى مشروع تنموي للقرى الموجودة حول البحيرة" مشيرا إلى أنه "إذا كان هناك قطاع من النوبيين لم يحددوا موقفهم حتى الآن من طرفي جولة الإعادة إلا أن قطاعا عريضا يرفض شفيق جملة وتفصيلا لان رئاسته للجمهورية تعنى إعادة إنتاج النظام السابق".
ويشير إلى أن النوبيين مثل كافة جموع المصريين "يحتاجون إلى تطمينات حقيقية من مرشحى الرئاسة خاصة فيما يتعلق بتحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد وتوظيف الشباب".