علق كمال الجويلي شيخ النقاد المصريين التشكيليين على مشاركة مصر في بينالي فينسيا هذا العام، والذي تقرر أن يعرض بها أعمال الفنان شهيد الثورة المصرية الفنان أحمد بسيوني، كما سيكون قوميسيرا له الفنان د. شادي النشوقاتي. يقول الجويلي ل"محيط" : بالتأكيد جميعنا يكن احتراما كبيرا لإسم الشهيد ونرغب بتكريمه ، إلا أن اختيار الأعمال المشاركة ببينالي دولي كبير مثل فينيسيا يجب ألا تحكمه العواطف وحدها، وإنما القيم الفنية والمعايير الدولية المتفق عليها مع تطور حركة الفن وطبيعة البينالي. ولهذا اقترحت أن نقيم جائزة تحمل اسم بسيوني على المستوى المحلي المصري، أما مسألة سفر أعماله فيجب أن نراعي أن جناح مصر سيكون محل مقارنة مع دول العالم ولابد أن نرسل بأقوى الأعمال الفنية، وخاصة أن مصر أقدم دولة شاركت عبر تاريخ البينالي، وتعد الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك جناحا دائما هناك، وحصل فنانونا على جوائز وعرفوا هناك. كما أن المحكمين مع تطور بينالي فينسيا يهتمون بروح الابتكار من خلال الإبداع الفني، بمعنى أنه حين تقدم دولة أعمال أكاديمية بحتة ومعروفة وأصبحت شبة تقليدية، لا ينظر إليها في إطار التجديد، والمرة النادرة التي فزنا فيها بجائزة كبرى، كانت عملا مشتركا؛ لأنهم حين قرروا طبيعة الأعمال التي تقدم في دورة ما، أن تكون ذات طابع محلي مرتبط بتاريخ كل دولة مشتركة، واشترك في الدورة أربعة فنانين بعمل يجمع التصوير والنحت والحفر فلفت الأنظار ، وفاز نتيجة تراث مصر الفني العريق منذ الفراعنة. وطيلة دورات البينالي كان المسئولون يرشحون فنانا واحدا من بين أبرز المبدعين ، وهو ما حدث فيما بعد ببيناليات البرازيل والهند وغيرها، لكن أن تلعب مصر باسم الشهيد كورقة لإسترضاء الرأي العام فهذا يضر بالحركة التشكيلية. وأرى أن الساحة تشهد صراعات كثيرة جعلتها تنسى رويدا رويدا أسس الترشح للبيناليات الهامة، ورأينا هذا العام فنانين يتقدمون لوازرة الثقافة لترشيح أسماءهم بالبينالي، وكانت الوزارة ترسل الترشيحات للجنة الفنون بالمجلس الأعلى للثقافة لإستشارتها، حتى لا تتدخل بشكل مباشر وغير حيادي، وبالفعل تم رفض جميع الأعمال المقدمة هذا العام باستثناء الفنان محمود منيسي والذي كان من المنتظر أن يرشح لتمثيل مصر في البينالي قبل أن يتم استبداله بالشهيد بسيوني بعد قيام الثورة .