ليون: يشهد متحف الفنون الجميلة بمدينة "ليون" الفرنسية إقامة معرض يتناول الحضارة العربية والإسلامية، ويروي المعرض العلاقة الحقيقية بين المدينة والتي تعد ثاني أكبر مدن فرنسا بعد باريس والفنون العربية والإسلامية بدءا من القرن التاسع عشر. ووفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط" تملك مدينة "ليون" كنوزا وتحفا وآثارا عربية وإسلامية، حيث عاشت منذ القرون الوسطى وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية طفرة مالية واقتصادية في مجالات مختلفة، كان أهمها على الإطلاق صناعة الحرير التي أنتجت طبقة من الملاك والاقتصاديين، ولعب الحرير دوراً هاماً في ربط المدينة بالشرق. وتقول الجهة المنظمة لهذا المعرض الاستثنائي، إن قصر الحمراء الذي بني في القرن الثالث عشر ميلادي، وانتهى العمل في بعض أجزائه في نهاية القرن الرابع عشر، كان له بالغ الأثر على جمع كبير من المتمولين والمصرفيين الذين يهوون جمع التحف القديمة لتزيين بيوتهم، وإضفاء بعض الجمال على جدرانها، والكثير من الغنى الثقافي فيها. ولذلك فإن عدد كبير من التحف المعروضة اليوم تعود ملكيتها لعدد كبير من رجال المال في ذلك الزمان، من الذين كانوا على معرفة بقيمة هذه القطع الفنية ماديا وثقافيا؛ إذ تعود بعض القطع، ومنها إناء نحاسي يرجع تاريخه للقرن العاشر الميلادي وصنع في تركيا، لألبير غوبيل أحد كبار التجار في المدينة، وإلى جانب هذه القطع، يمتلئ المعرض بلوحات استشراقية لفورتوني الذي يمثل أحد أهم فناني القرن التاسع عشر، الذين شغفهم الشرق. وتكمن أهمية هذا المعرض في رؤية الأوروبيين للحضارة العربية والإسلامية، وليس فقط قيمة المعروضات من ناحية التاريخ أو الجماليات الفنية.