عفوا لم أجد لفظا معبرا عن إحباط الشعب اكثر تهذبا من هذا. لقد عزفت عن الكتابة لفترة طويلة لشعورى بالإحباط مما يحدث من الثوار ومن مرشحي الثورة المحترمين، وعجبت كثيرا لما رأيته من امتعاض مرشحى الثورة من النتيجة. فقد ملأتم الدنيا صراخا بأنها مزورة و هى لم تزور، وإن زورت فأول من ساهم فى تزويرها هو أنتم بتفكككم وسعيكم وراء الطموحات الشخصية بل والضرب تحت الحزام فيما بينكم أحيانا.
فكيف تنتصر الثورة و كل منا يبحث عن مجد شخصى لا عن إنجاح الثورة التى أتت به إلى سطح الساحة السياسية فى مصر.!
فما معنى أن تحصل الثورة على أعلى الأصوات و مع هذا تخرج من السباق الرئاسى! تماماً كفريق أحرز أكثر عدد من الأهداف و مع ذلك خرج مهزوما.
فالآن و بعد الخروج من السباق الرئاسى أصبحنا نتسول أن يكون مرشحى الرئاسة الثوريون (نواباً) لمرشح آخر حصل على أقل مما حصلوا عليه من أصوات و هو أيضا بحثا عن مجدا شخصياً.!!
ماذا كان سيحدث لو أنكم تراضيتم فيما بينكم – كما سبق و رجوناكم- أن تتحدوا فأنتم ثلاثة تماما كما هو مطلوب رئيس و نائبين، لابد و أن بينكم خائن للثورة أو ان ثلاثتكم خائنين لها.
ولابد أيضا وأنكم جميعا لا تجيدون السياسة فحسنا فعلتم بأن خرجتم منها و لنبحث عن من هم أجدر بحماية ثورتنا من القتل أو السرقة فأنتم طامعين فلم يقبل أى منكم أن يكون نائبا لأخيه بينما تتوسلون الآن لأن تكونوا نائبين لغيركم و لتحسنوا الصورة فإنكم تحتفظون ببعض الشروط حتى تحتفظوا بماء الوجوه أمام انفسكم قبل الناس فأنتم من أضعتم الثورة.!!
للأسف فقد فشلتم فى نقل ثورتكم للشعب فتركتموه فريسة لأعداء الثورة. فنصف الشعب يظن أن هناك فريقا يقوده للجنة ونصفه الآخر يظن ان (فريق) آخر يعيد إليه الأمن و كلاهما كاذب!!
أنتم لم تفهموا الشعب لم تعرفوا كيف تسيطرون على عقوله لم ير الشعب منكم شيئا يجذبه إليكم.
مجرد محللين سياسيين فى شعب أصلا لا يعرف شيئا عن السياسة – وللعلم كل شعوب العالم كذلك فهم (الرعية)- و هذا هو السبب فى أن من اختاروا الثورة هم قاطني محافظات الحضر أما الريف و الصعيد فلا زالا يقيسان الأمور كما كانت تقاس فى الماضي "ماذا تستطيع ان تقدمه لى الآن و ليس غدا؟"
هل انتم بمثل هذه السذاجة أم انه الطمع؟ هل ساقتكم أقدامكم لكى تقدموا ثورتكم إما لمن يقتلها أو لمن يسرقها؟!!
أما الآن فنحن مضطرين لاختيار أمرين أحلاهما مر فليكن اختيارنا للنظام الأسهل فى التعامل، بمعنى آخر الأكثر وضوحا حتى نستطيع التعامل معه لا أريد منكم أيها الثوار ان تختاروا رئيسا نستطيع ان نقف أمامه فى الميدان دون أن يكفرنا أحد، فى شعب متدين و لكنه لا يعرف صحيح دينه، شعبا ارضع شيوخه الكبير ودخنوا السجائر فى نهار رمضان أعرف انكم قد لا توافقوني فى ذلك و لكنكم أول من سيدفع الثمن.
وتذكروا أنكم انتم من وضعتمونا فى هذا الاختيار الصعب و في النهاية سبحانه من يؤت الملك من يشاء و ينزعه ممن يشاء.