افادت مصادر اخبارية بمقتل تسعة أشخاص اليوم الأربعاء برصاص الأمن السوري معظمهم في ريف دمشق وحماة. في غضون ذلك ، أعلنت لجان التنسيق بالثورة السورية بأن اشتباكات عنيفة تدور حاليا بين الجيش الحر وقوات الجيش النظامي بالقرب من منطقة السيدة زينب بالعاصمة دمشق.
وفي حماة، تدور اشتباكات عنيفة الآن بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة المعارضة، وقال المرصد إنها أسفرت حتى اللحظة عن تدمير ناقلة جند مدرعة وسقوط خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية يصعب إحصاؤها، كما قتل اثنان من الكتائب المقاتلة المعارضة أحدهما عسكري منشق.
وفي حمص، قتل شخص إثر إطلاق قذيفة على سيارته من قبل القوات النظامية السورية.
وأفاد ناشطون سوريون معارضون بمقتل 98 شخصا جراء أعمال العنف التي شهدتها سوريا أمس الثلاثاء.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن 98 شخصا قتلوا بينهم 61 مدنيا على الأقل في محافظات حمص وحماة وادلب وريف دمشق وحلب ودير الزور ودرعا وريف دير الزور.
وأضاف أن " تسعة منشقين قتلوا في ارياف حمص ودمشق وحلب فضلا عن مقتل 28 جنديا نظاميا معظمهم في ريف حلب".
وكانت مصادر أخرى معارضة قد تحدثت في وقت سابق عن مقتل عشرين جندياً نظاميا في قتال عنيف ضد منشقين في بلدة الاتارب في محافظة حلب.
فيما شهدت معرة النعمان في إدلب قصفاً من قبل الجيش النظامي صباح الثلاثاء ، استخدم فيه الطيران وسقط فيها قتيل وعدّة جرحى حسب المعارضة
"نقطة اللاعودة"
من جهة أخرى ، قال مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان إن سوريا وصلت إلى "نقطة اللاعودة" وناشد الرئيس السوري بشار الأسد التحرك على الفور لوقف العنف.
وأوضح عنان أنه في محادثاته مع الرئيس السوري في دمشق " نقل بتعبيرات صريحة القلق البالغ للمجتمع الدولي بشأن العنف في سوريا بما في ذلك الأحداث الصادمة التي وقعت في الحولة".
وقال عنان "نحن عند نقطة حاسمة. الشعب السوري لا يريد مستقبلا يخيم عليه اراقة الدماء والانقسام. لكن أعمال القتل مستمرة والانتهاكات تلازمنا حتى الآن".
وأضاف المبعوث الدولي أنه ناشد الأسد " اتخاذ خطوات شجاعة ليس غدا وانما الآن لتنفيذ خطة سلام تهدف الى انهاء العنف الذي يخيم على الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهرا في سوريا".
وفي المقابل، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن الأسد أبلغ عنان بأن "المجموعات الارهابية المسلحة صعدت من أعمالها الارهابية في الآونة الاخيرة بشكل ملحوظ في مختلف المناطق السورية ومارست أعمال القتل والخطف بحق المواطنين السوريين".
وأضافت الوكالة أن الأسد "شدد على ضرورة التزام الدول التي تقوم بتمويل وتسليح وايواء المجموعات الارهابية" بخطة عنان لانهاء العنف الذي يخيم على سوريا.
ضغوط غربية
في غضون ذلك، شددت الدول الغربية من ضغوطها على سوريا لوقف العنف الدائر هناك، وكانت آخرها فرنسا التي دعت تشديد العقوبات الاقتصادية على دمشق.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه سيسعى لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتأييد عقوبات من مجلس الامن الدولي ضد سوريا.
وأوضح أن موسكو وبكين هما العقبة الرئيسية أمام الموافقة على تشديد العقوبات ضد حكومة الأسد.
وألمح الرئيس الفرنسي إلى أن "التدخل العسكري غير مستبعد في سوريا بشرط ان يتم برعاية القانون الدولي وعن طريق إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي".
طرد سفراء
وفي الإطار ذاته، أعلنت عدة دول غربية طرد دبلوماسيين بارزين من أراضيها في أعقاب المجزرة التي راح ضحيتها 108 أشخاص في منطقة الحولة السورية يوم الجمعة الماضي.
وقال متحدث باسم الخارجية الامريكية لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان الادارة الامريكية قررت طرد القائم بالاعمال السوري في واشنطن زهير جبور.
كما أعلن وزراء خارجية كل من ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا طرد سفراء سوريا، بعد خطوة مماثلة قامت بها فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا احتجاجا على المذبحة التي قالت الأممالمتحدة إن ضحايها أعدموا بإطلاق الرصاص عليهم من مسافات قريبة.
دعوة
من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الكويتي أن اجتماعا وزاريا عربيا سيعقد السبت لمناقشة تطورات الوضع في سوريا بحضور المبعوث الدولي كوفي عنان.
ونقلت وكالة الانباء الكويتية عن الشيخ صباح الخالد الصباح الذي تسلمت بلاده حاليا الرئاسة الدورية للجامعة العربية إن اتصالات تجري مع الاطراف المعنيين بالازمة السورية تحضيرا لهذا الاجتماع.
كما أعلن الوزير الكويتي انه سيلتقي وزيري خارجية روسيا والصين في اطار المشاورات حول الملف السوري.