أبوظبي: صدر عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاب "ديوان أبي نواس برواية الصولي" تحقيق الدكتور بهجت عبد الغفور الحديثي مسئول بيت الشعر في الشارقة، وهو التحقيق الأول من نوعه لرواية أبي بكر محمد بن يحي الصولي لشعر أبي نواس التي تتميز عن جميع الروايات الأخرى بكونها أقدم رواية وأدقها، وقد بذل الحديثي جهداً كبيراً في التدقيق ومقابلة النسخ الكثيرة للرواية الموجودة في دمشق والقاهرة وألمانيا واسطنبول وهولندا، وفي نقد الروايات الأخرى وإظهار نواقصها. يقول الحديثي عن دوافعه لتحقيق هذه الرواية كما نقلت عنه صحيفة "الدستور" الأردنية: "زاد من ثقتي بهذا أن قرأت ما قاله الدكتور شوقي ضيف ودعوته الملحة على تحقيق هذه الرواية في قوله: وإذا عرفنا أن أبا نواس شخصية شعبية تمثل كل ما كان في العصر العباسي من مجون عرفنا توا خطورة نشر ديوانه من روايات ونسخ غير موثوقة .. لذلك تشتد الحاجة إلى رواية موثوقة لديوان هذا الشاعر، وفي دار الكتب مخطوطة مروية عن الصولي وهو من الرواة الأثبات". ومن شعر أبو نواس نقرأ: لقَدْ طالَ في رَسْمِ الدّيارِ بُكائي و قد طالَ تَردادي بها وعَنائي كأنّي مُريغٌ في الدّيار طَريدة ً أرَاها أمَامي مَرّة ً، وَوَرائي فلَمّا بَدا لي اليأسُ عَدّيْتُ ناقَتي عن الدّار، واستوْلى عليّ عَزائي إلى بيتِ حانٍ لا تهرّ كلابُهُ عَليّ، وَلا يُنكِرْنَ طُولَ ثَوَائي فإنْ تكن الصّهباءُ أوْدَتْ بتالِدي فلم توقِني أُكْرُومَتي وحيائي فما رِمتهُ حتى أتى دون ما حَوتْ يَمينيَ حتّى رَيْطَتي وَحِذائي وَكأسٍ كمِصْباحِ السّماءِ شرِبْتُها على قُبْلة ٍ أو موْعدٍ بلِقائي أتتْ دونها الأيامُ حتى كأنّها تَساقُطُ نُورٍ مِنْ فُتُوقِ سَمَاءِ ترى ضوْءها من ظاهرِ الكأسِ ساطعاً عليكَ، وَإنْ غَطّيْتَها بغطاءِ تباركَ من ساسَ الأُمورَ بعلمه و فضّلَ هاروناً على الخلفاءِ نعيشُ بخَيرٍ ما انْطَوَيْنا على التّقَى و ما ساسَ دنيانا أبو الأُمناءِ إمامٌ يخافُ اللهَ. حتّى كأنّهُ يُؤمّلُ رُؤْياهُ صَباحَ مَساءِ أشَمُّ، طُوَالُ السّاعدينِ كأنّما يُناطُ نِجاداَ سيْفِهِ بلواءِ