أبوظبي: صدر مؤخراً عن مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبو ظبي للتراث والثقافة، الترجمة الكاملة لديوان الشاعر الأمريكي تشارلز سيميك والمعنون ب "العالم لا ينتهي"، وهو الكاتب الحائز على جائزة بوليتزر للشعر عام 1990، وقام بترجمة الكتاب الشاعر والمترجم الأردني تحسين الخطيب. وكما ورد بصحيفة "الخليج" يتضمن الكتاب ملحقاً بجميع قصائد النثر التي ضمّها كتاب سيميك "زواج في الجحيم" الصادر عام 1994، وتحت عنوان "شعر حمقى القرية" يقدم الشاعر الامريكي في بداية كتابه مقالة مكثفة حول مفهومه الخاص لقصيدة النثر بوصفها فعل تحرير للمخيلّة و"خلقاً أدبياً خالصاً يجمع بين استراتيجيتين متنافرتين: الغنائية والسرد". يذكر أن الشاعر سيميك هو أحد أبرز الأسماء الشعرية في أمريكا الأن وقد اختارته مكتبة الكونجرس في العام 2007 لموقع "شاعر أمريكا الرسمي"، ومنح جائزة والاس ستيفنز "لتمكنّه المُثبت من فن الشعر" بواسطة أكاديمية الشعراء الأمريكيين. ولد تشارلز سيميك في بلجراد بيوغسلافيا عام 1938 وهاجر إلى الولاياتالمتحدة مع أسرته وهو في السادسة عشرة من عمره، وبدأ كتابة الشعر بالإنجليزية بعد سنوات قليلة من إتقانه للغة. من أشعاره التي وردت بالكتاب نقرأ : "النهر ينسى أحياناً ويجري إلى الوراء" بلغنا من الفقر أني اضطررت إلى أخذ موضع الطُعم في مصيدة الفئران/ ووحدي في القبو/ كنت أسمع أصواتهم وهم يذرعون الطابق الأعلى/ ويتحركون في أسرَّتهم ويتقلبون/ قال لي الفأر وهو يقرض أذني "يا لها من أيام شر عصيبة"/ ومرت سنون/ ولبست أمي معطفًا ياقته مكسوةٌ بفراء قطةٍ ظلت تتحسسها إلى أن أضاء شررها القبو. ** يخطو الميت نازلا من على المقصلة/ يحمل تحت ذراعه رأسَه الذبيح / شجر التفاح مزهر/ والميت يشق طريقه إلى حانة القرية والجميع يشاهدون/ هنالك يسحب كرسيًا ويجلس جنب منضدة ويطلب زجاجتي جعة/ واحدةً له وواحدةً لرأسه/ تمسح أمى يديها في المريلة وتقوم على خدمته/ ما أشد الهدوء في العالم/ يمكن للمرء أن يسمع النهر/ الذي أحيانا ما ينسى في غمرة ارتباكه/ ويجرى إلى الوراء.