أبوظبي: يشارك الشاعر الإماراتي أحمد راشد ثاني في مهرجان شعري يعقد بمدينة "سيت" في جنوبفرنسا، خلال الفترة ما بين 23 - 31 من الشهر الجاري، تحت عنوان "أصوات حيّة من متوسط لآخر"، ويأتي المهرجان للإحتفاء بالشعر المتوسطي المعاصر. ووفقاً لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية يعد مهرجان مدينة "سيت" امتداداً لمهرجان لوديف الذي أقيم من عام 1998 إلى عام 2009، وتتخلل فعاليات المهرجان قراءات شعرية وأخرى مصاحبة لنقاشات وثالثة مرافقة لموسيقى عالمية، كما تتضمن الفعاليات حفلات توقيع كتب في سوق الكتاب الذي يجمع عدداً كبيرا من أهم ناشري الشعر. ومن المقرر أن تقام اللقاءات الشعرية في حي الصيادين، وفي الحدائق العامة والخاصة، وفي الساحات والشوارع وفي فناء صروح هندسية وتاريخية قديمة، كما خصص المهرجان فضاءات كثيرة للفنانين التشكيليين والمغنيين والراقصين والحكواتيين والكوميديين الذين سيجتمعون للاحتفال بالشعر. يذكر أن الشاعر أحمد راشد ثاني أصدر على مدار حياته الشعرية العديد من الدواوين الشعرية والكتابات النثرية في ميادين الموروث الحكائي والسيرة الذاتية، منها مجموعته الكاملة التي ضمّت 8 دواوين شعرية كتبت منذ عام 1985 حتى 2009 وهي "هايداي فارغتان، وحافة الغرف، وحديثي عن الآبار يشرب، ودم الشمعة، ويأتي الليل ويأخذني، والغيوم في البيت، وهنا اللذة، والفراشة ماء مجحف"، وكذلك كتابه النثري الذي سرد فيه سيرة طفولته وحمل عنوان "موجة على الباب". من ديوانه "مقعد الرمل" نقرأ: مع بومة نفسي أفتعلُ موجةً لكلِّ لحظةٍ كي ألعبَ بأصابعِ الشاطىءِ وأقيمَ على الرّملِ قرى الشغفِ أداري جفون الألم عن عين الشمس، وأعرفُ ما يدور في مخيلة الريح ولماذا تفضِّل الأمواج الانتحار على الحياة في البحر؟ وكحبةِ رملٍ أكمنُ بانتظار الأمواج كي أكشف نفسي أمام البحر، كي اكتشفُ نفسي، وها هي أمواجي قادمة من بعيد البحر بلا حسبان••• وذاك طيري قد سرق الريش من قبعة الأمواج البيضاء، وارتفع مع الأنفاسِ في الهواءِ أرفع تحياتي للعظمة التي ينطوي عليها طيرانه وأفتح له سماء عَيْنَي كي يسبحُ فيها بجناحيه؛ سائلاً المغيب وهو فلاّح الموت العودة كل مرّة لافتش حقائبه عن أعشاش فقدتها منذ الطفولة وابتهجت بتذكرها وكأنها لي حتى الآن، ولا يمنعني من ركوب الشجرة إلا حُرّاس الجبل ••• وتردد الأمواج الأمواج الشابة التي ركضت خلفها وغرقتُ كما غرقتْ، وأمواج أخرى أشعلت الحياة على سواحلي المهجورة وعندما اتقدت الجمرة في روحي سحبت نفسها كالأفعى ورجعت إلى البحر نبيذ الخطوات الواسعة فَتَّشتُ الكتبَ والقلوبَ، وذاقتْ أقدامي نبيذَ الخطواتِ الواسعةِ