أمسية شعر في مهرجان "عكاظ الساقية" مهرجان عكاظ لشعر الفصحى محيط – رهام محمود القاهرة : في الأمسية الشعرية الأولى التي تخللت مهرجان "عكاظ الساقية السادس لشعر الفصحى" بساقية الصاوي، ألقى عدد من الشعراء الشباب المعروفين في الساحة الثقافية قصائدهم الجديدة والتي حظت بإعجاب الجمهور . من قصيدة ألقاها الشاعر محمد قرنة بعنوان " قصة التكوين" : .. تحت جلد صديقنا في القتل قابيل قابيل الذي بسط اليدين ليقتل الأيام في قلب الشقيق فكان ليل حالف القسمات كان البرق قد طهت الشياطين الدماء تسير منذ البدأ فوق جدار أيام ابن آدم كي تضلل صاحب الكنز الحقيقي الدماء تقص للأحفاد قصة التكوين ناقصة لكي يتمكنوا من أن يروا في الامس باب للغدر مقطوع من زبر التنبؤ والدماء تسيل من عنق القصيدة كي تدل القادمين إلى الحياة على الحياة وكلما قطعوا مع الغد خطوة عرفوا حقيقة أمس وانتظروا إلى أن يلمحوا في الأفق خيط من دم يلتف منتقما من الماضي على عنق الحياة لكي تميل برأسها قبل السقوط على زراع الموت وهي تقول في صدق الذين رأوا نهايتهم نبيذ أم دم أم من عروق الفجر سال الضوء ممتزجا بدمع الوردة الأولى وستشهق ميتة وفي قصيدة أخرى بعنوان " خداع بصري" ألقى الشاعر أبياتا قال فيها: وكأنه لم يستطع ان يختفي في الضوء من أوهامه الأولى وفطرته الخبيثة كلما قال الحقيقة لم يصدق نفسه أو كلما كذب انتبهنا وقت كذبته إلى صيط الحقيقة وهو يلمع فوق جبهته نصدقه على امل الخروج من المتاهة حاملين بريقها سمرا يضيء متاهة أخرى كان دليلنا أعمى كأن سماءنا انكسرت إلى نصفين نصف سوف تحملة ملائكة لنعبر صوب رغبتنا ونصف سوف تحمله الشياطين التي كانت تود بقاءنا لنظل نبحث في متاهتنا المقدسة الجديدة عن متاهتنا المقدسة الجديدة نشعل الشمس التي انطفأت ونظهر قمة الفوضى ننظم حالة الحضارات التي ذابت وظل النفس يحفظ سعلة الصياد حكمته لكي تحميه من وحشية التاريخ هل كان القدامى يعرفون مصيره أم عشقهم للمستحيل وخوفهم من طمس موتاهم وزقزقة العصافير التي تبني على شجر نهار العش هل إيمانهم بالصوت حرضنا على أن نكتفي بالصمت حينا أو نعلق صوتنا فوق القبور تميمة ضد الزمان ولعنة المجهول أحيانا سننطق في عروق الأبجدية روح دهشتنا نلون جسم هذا الكون بلون رمادي اليقين يهاجم الشعراء والشعراء مازالوا على ثقة به فنظل نسخر من مهادنة اليقين لنا ومن قصيدة ألقاها الشاعر "عادل محمد" بعنوان "تصبحون على خير" يقول: للمرة الأولى أفكر اغمض عيني واليقين العذب ينهج لي طوال الليل أبشر قد قبلت التوبة ما هذه الاحلام ما الموج الذي أعلوه ما المرج الذي في قصري ما هذه الزينات ما القلب الفراش النوم ما الحلم الذي يغترق من هؤلاء الذين يسيرون في قلبي تراودني جذورك سر ثم تقر فتحت عيني لا صباح نظر سوى هذا الصباح الأغر فتحت عيني اعتبرت وهمه يا بعض هذا الخير مر قال دعوته وحسب قلبي يعي هذا الزمان للعبد حر الخير أنت وجودك رنان صوتك في الحياة يسر الشاعر أحمد زكريا في ساقية الصاوي ومن قصيدة "وحدي" التي ألقاها الشاعر أحمد زكريا : أن أموت الآن لا يعني كثيرا عند أصحابي وأعدائي سواسية فقط ستكون أمي مثل جدتها التي مات ابنها غريقا في مياة النيل أو سأكون مثل مسافر نحو الخليج لفترة معلومة ونسيت مصر هناك لكني على عجل نشأت على رصيف محطة المترو وحاولت اجتناب الناس فالعربات قدر المستطاع وحاولوا مثلي ولم تعد المسافة بعد تستدعي لأن يتحدث الركاب فيما بينهم عن أي شيء زائد كطبيعة الركاب من خمسين عاما أن أموت الآن من سيحس بي غيري ولم يعد العشاء على المسلسل في تمام الثامنة جاري المقابل باب شقته يبيت بحضن بابي ليس يعرفني ولا ألقاه إلا صاعدا أو نازلا لا شيء يجمعنا سوى حلم الحياة الآمنة ووقفت حيث وقفت في الميدان أفئدة تحن لأي شيء ثم تنسى ما تحن إليه أحداث ولا أشياء لم أشهد بمصر سوى البكاء على زمان ضائع ونسيت أني جئت كي أنسى على المقهى من الأحلام ما انسى من الماضي الذي أحيى بما صنعت يدايا ومن غد من سوف يذكرني إذا ما مت أهلي غالبا والأصدقاء بقدر ما تركت لنا الأيام مرتفعا لنضحك أو نغني في الشوارع والحبيبة قد تكون وفية تحكي غرامي في مساء بارد لحفيدة لا تحمل اسمي هل ستشرب قهوة هذا الصباح نعم سؤال مثل هذا عابر من عامل المقهى سيشعرني بأني لم أزل حيا أشارك في الحياة بنظرة أختار ما أختره من صحف الصباح أطالع الأبراج حتى أطمئن على بقائي سالما حتى المساء ولا أفكر في العناوين الكبيرة في المساء حكايتي أحكي انتصارات النهار على العدو سوايا أشكو مرة ما يشتكي منه الجميع ومرة أشكو الذي شاهدته وحدي وأنسى أنني وحدي إذا حدثتكم في الليل يا أعدائي الأحباب الوقت ذاب فتصبحون على الذهاب على الإياب على الإياب تأخر الوقت الذي سنكون أهدأ فيه من خطب الجوامع من صلاة العيد في الساحات من أهلي على الإفطار من كل الشعائر في البيوت وفي الشوارع في مشاغلنا وفي الأفراح في الأحزان في دفء الزيارات الجميلة في المساء ولست أعني كل هذا إنما وجعي على الكورنيش وحدي