أكد الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس انه سيغادر اليوم السبت وفد قيادي برئاسة الدكتور خليل الحية الى القاهرة لإجراء مشاورات تمهيداً للقاء المرتقب بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس السلطة محمود عباس غداً في القاهرة . وقال البردويل ان لقاء مشعل عباس سيبحث آليات تنفيذ اتفاق الرزمة الأخير، مؤكداً أن حركة حماس مقبلة على المصالحة بإرادة قوية وصلبة . و أكد ان "حماس" جاهزة للبدء الفوري بمشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني المزمع البدء بها يوم الأحد 27-5-2012، حسب اتفاق القاهرة الذي وقعته الحركتان في العاصمة المصرية الأحد الماضي. وقال البردويل لصحيفة "فلسطين المحلية" التي تصدر من غزة : إن حركته ملتزمة بتنفيذ كافة بنود اتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة برعاية مصرية الأحد الماضي، مشيراً إلى أن حركته سمحت للجنة الانتخابات المركزية بمباشرة عملها في قطاع غزة حسب الاتفاق مع "فتح". ومن المقرر أن تبدأ الأحد، مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطنية برئاسة محمود عباس بالتزامن مع مباشرة لجنة الانتخابات المركزية العمل في غزة حسب الاتفاق الذي وقعه عن "حماس" نائب رئيس المكتب السياسي د. موسى أبو مرزوق، وعن فتح وقعه رئيس وفدها للحوار عزام الأحمد. وأوضح، أن اتفاق حركته الأخير مع حركة "فتح" يظهر مرونة "حماس" تجاه المصالحة، وأنها تدفع باتجاه تجسيد الوحدة والشراكة الفلسطينية بشكل عملي وفاعل، مشيراً إلى أن مصر ستقوم بالمراقبة والإشراف على تنفيذ كل طرف لالتزاماته بما في ذلك قضايا الحريات العامة. وعبر البردويل عن أمل حركته بأن تلتزم "فتح" بتنفيذ اتفاق المصالحة والبدء الفعلي بمشاورات تشكيل حكومة التوافق، موضحاً أن شكوكاً تراود "حماس" حول مدى جدية "فتح" ورئيس السلطة محمود عباس في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة. وعزا شكوك "حماس" حول جدية "فتح" إلى وصول جميع اتفاقات المصالحة التي جرت بين الحركتين "إلى طريق مسدود" نتيجة لتراجع الموقف الفتحاوي من المصالحة عقب تعرض حركة "فتح" لضغوط إسرائيلية وأمريكية. وأوضح أن جميع اللقاءات التي جرت بين حركتي "حماس" و "فتح" كانت تتم بشكل جيد لكن التدخلات الأجنبية والضغوط الإسرائيلية والأمريكية على السلطة في رام الله تحول في كل مرة دون تحويل الاتفاق لواقع عملي يلمسه المواطن الفلسطيني. ولفت القيادي الفلسطيني إلى أن المطلوب من "فتح" الآن، عدم الالتفات لتلك الضغوط لتتمكن من تنفيذ بنود اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة التوافق. وأشار إلى أن استمرار سياسة الاستدعاءات الأمنية بحق أبناء الكتلة الإسلامية في جامعات وكليات الضفة الغربية، على خلفية انتمائهم السياسي "مؤشر سلبي" على جدية "فتح" في تنفيذ اتفاق المصالحة، مؤكداً وجود أطراف في "فتح" لا ترغب بإنهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة مع "حماس". ونوه البردويل إلى أن "فتح" وأجهزتها الأمنية في الضفة الغربية مدعوة للانتباه لحقيقة الاحتلال الإسرائيلي والعودة للبرنامج الأساسي للشعب الفلسطيني القائم على أساس مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض والإنسان وليس على حماية الاحتلال ومغتصبيه، في إشارة إلى تصريحات مدير جهاز الأمن الوقائي زياد هب الريح التي أكد فيها أنه يجب "العمل بكل قوة لردع وقمع أي محاولة للقيام بانتفاضة ثالثة في الأشهر المقبلة من أي طرف كان". وطالب "فتح" أن تبرهن عملياً على صدق توجهها نحو إتمام المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تلبي طموحات المواطن الفلسطيني، مؤكداً أن المصالحة ممكنة إذا تحررت "فتح" من إرادة الاحتلال الإسرائيلي وابتعدت عن طريق المفاوضات معه.