الدوحة: استضافت جامعة فرجينيا كومنولث أمس أمسية شعرية للشاعر والأديب الفلسطيني مريد البرغوثي وذلك ضمن برنامج مشترك بين دار بلومزبري-مؤسسة قطر للنشر، وحملة الفاخورة. وبحسب صحيفة "العرب" القطرية استهل البرغوثي كلمته في الأمسية بالتأكيد على أن الحزن ليس مهنة فلسطينية، ووعد الجمهور بتقديم قصيدتين إحداهما بلون الفرح وأخرى بطعم الحزن المرير. جاءت قصيدة البرغوثي الأولى بعنوان "غمزة" قال فيها: "غمزة/ غمزةٌ مِن عينها في العرسِ/ و انْجَنَّ الوَلَدْ/ وكأنّ الأهلَ والليلَ/ وأكتافَ الشباب المستعيذينَ مِن الأحزانِ بالدبكةِ والعمّاتِ والخالاتِ والمختارَ/ صاروا لا أَحَدْ/ وَحْدَهُ اللَّوّيحُ/ في منديله يرتجُّ كلُّ الليلِ/ والبنتُ التي خَصَّتْهُ بالضَّوْءِ المُصَفّى أصبحتْ كلَّ البَلَدْ/ مد ّ يمناهُ على آخرها/ نفض المنديلَ مثنى وثلاثا/ قَدَمٌ ثبَّتَها في الأرض لمحاً/ ورمى الأخرى إلى الأعلى كشاكوشٍ وأرساها وتد/ كلما أوشك أن يهوي على سحجة كَفٍّ/ جاءهُ مِن سَحْبَةِ النّاي سَنَدْ/ يلقف العتمةَ كالشهوةِ من أعلى بُروج الليلِ/ حتى ضوء عينيها تماماً". أما القصيدة الحزينة التي قرأها البرغوثي فعنونها ب "منيف" وهو اسم شقيقه الذي تركت وفاته أثرا بالغا في نفسه، ويقول فيها: "ويموت منا من يموت، بموعدٍ/ أو صدفةٍ هي موعدٌ/ وكأننا نلهو ونلعبُ في كَمينْ/ مِنّا شهيدُ كهولةٍ أو غربةٍ/ أو قُبلةٍ في الظَّهرِ أو.. برصاصةٍ في الصدرِ/ أو.. بهمومنا المتعرجاتِ على الجبينْ/ مِنَّا شهيدُ اليأسِ/ حيث تشيخ وَلْدَنَةُ الصِّبا عند الصبيَّ/ وتنتهي آمالُ من ثاروا/ بثرثرة الحبيب مع العدوِّ/ وفي معانقةِ الضحايا للخصوم الطيبينْ/ منا شهيد كلامه وغرامِهِ/ وحروبه وسلامِه/ والخَيْرُ تحت قميصِهِ/ والشرُّ في أيامِهِ/ والمرءُ فلاَّحٌ يُثَلِّمُ حَقْلَهُ/ والموتُ مبذورٌ على أثلامِهِ/ وحصادُه قممُ الفكاهةُ والجنونْ/ وأخي شهيد جَماله وخصاله". كذلك استمع الحضور خلال الأمسية لسطور من كتاب البرغوثي "رأيت رام الله" والذي قرأ من الفصل الأول "جسر"، ومن الأخير "مخدة"، ويعد هذا الكتاب هو أول نص نثري يكتبه البرغوثي بعد 12 ديوانا شعريا، ويسجل فيه مشاهد وأحداث وتفاصيل من غربته التي امتدت لعقود، ومن زيارته إلى رام الله عام 1996م، ونال الكتاب جائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي التي تمنحها الجامعة الأميركية بالقاهرة، وترجم إلى عدة لغات عالمية.